بعد إعلان أرمينيا وتركيا أنهما توصلتا إلى اتفاق على تبادل العلاقات الدبلوماسية الثنائية بينهما في بادرة ترمي إلى التمهيد لمصالحة بين الدولتين الجارتين بعد عقود من الارتياب وتبادل الانتقادات، نفى وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أمس أن يكون فتح الحدود نتيجة مباشرة للاتفاق، وذلك في معرض رده على ما أعلنته وزارة الخارجية الارمينية من أن الحدود بين البلدين ستفتح «في غضون شهرين» من تاريخ دخول البروتوكولين حيز التنفيذ.وقال داوود أوغلو، لشبكة التلفزيون التركية «ان تي في»، «حالياً فتح الحدود غير مطروح وليس أولوية»، على الرغم من تأكيده أن تطبيع العلاقات مع يريفان يندرج في إطار «الرؤية الاقليمية لتركيا لإحلال السلام في القوقاز». ونقلت صحيفة «ملليت» عن داوود أوغلو قوله «إنه ستُراعى مصالح أذربيجان في كل مرحلة من مراحل عملية السلام».
وأوضح أوغلو أن الاتفاق الذي أبرم بين البلدين يشمل أيضاً إنشاء لجنة مشتركة من المؤرخين ستتولى إلقاء الضوء على المجازر التي ارتكبت ضد الارمن في عهد السلطنة العثمانية.
أما رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان فقال أمس إن تطبيق بروتوكول إنشاء العلاقات الدبلوماسية مع أرمينيا رهن بموافقة البرلمان التركي عليه. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن أردوغان قوله «هذا (البروتوكول) يمثل خطوة خطوناها في إطار هذه العملية. هذه خطوة لبدء مشاورات داخلية»، وأضاف «هذا البروتوكول لن يعمل من دون موافقة البرلمان».
وكانت وزارتا الخارجية الأرمينية والتركية قد أصدرتا بياناً مشتركاً أوضحتا فيه أن الدولتين ستبدآن «مشاورات سياسية داخلية» بشأن اتفاقين لإقامة العلاقات الدبلوماسية، على أن يتم ذلك بعد اكتمال المشاورات في مهلة ستة أسابيع.
ويذكر أن تركيا لا تقيم علاقات دبلوماسية مع أرمينيا منذ استقلالها في 1991 بسبب خلاف بشأن مجازر الأرمن، وعمدت تركيا إلى إقفال حدودها مع أرمينيا عام 1993 دعماً لأذربيجان في الخلاف بين باكو ويريفان على السيطرة على جيب ناغورني كاراباخ، الذي تقطنه أكثرية أرمينية ويقع داخل الأراضي الاذربيجانية. إلاّ أن الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس التركي عبد الله غول إلى أرمينيا في أيلول 2008 بمناسبة مباراة لكرة القدم بين الفريقين الوطنيين مهّدت لبدء تقارب بين البلدين، وأدّت مباحثات بين تركيا وأرمينيا بوساطة سويسرية في نيسان الماضي الى اتفاق على «خريطة طريق» لتطبيع العلاقات بينهما.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)


أشادت الولايات المتحدة بالاتفاق الذي توصلت إليه أرمينيا وتركيا لتطبيع العلاقات بينهما. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية، يان كيلي، «إن موقف الولايات المتحدة كان دائماً ويظل أن تطبيع (العلاقات بين البلدين) يجب أن يتم بدون شروط وفي فترة زمنية معقولة». وكرّر استعداد إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما «للعمل الوثيق مع كلتا الحكومتين لدعم التطبيع».
(رويترز)