شكلت العملية الانتخابية في أفغانستان وظروف شرعية سلطة الرئيس المقبل محور اجتماع عقد في باريس، أمس، بمشاركة أبرز الأطراف الدولية التي تنشر قوات في هذا البلد، بينهم المبعوث الأميركي ريتشارد هولبروك. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، على هامش الاجتماع الذي تشارك فيه 27 دولة ومنظّمة تنشط في أفغانستان، أن القوى الرئيسية الكبرى المشاركة في القوات المنتشرة في هذا البلد ترى أن انسحاباً عسكرياً منه «لا يمكن التفكير فيه قبل إحلال الأمن في المنطقة». وفي ملفّ الانتخابات، أشارت مصادر أميركية متطابقة إلى أن الولايات المتحدة ستطالب بإجراء دورة ثانية لكي تثبت لحميد قرضاي، الذي يثير أداؤه جدلاً، أن سلطته الجديدة لن تكون غير محدودة. لكن المسؤول الأميركي أكد رداً على أسئلة إذاعة فرنسا الدولية أن «الولايات المتحدة تحترم احتراماً كاملاً العملية» الانتخابية من دون تفضيل أي مرشح.
من جهته، أكد الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي، أندرس فوغ راموسن، أن قوات الحلف ستبقى في أفغانستان ما دام ذلك ضرورياً، بغضّ النظر عن الحكومة التي تنبثق عن الانتخابات. وأوضح «يجب أن نتذكر أنه ليس لدينا 60،000 جندي في أفغانستان فقط للانتخابات».
بدوره، قال دبلوماسي أوروبي «يجب منع طالبان من العودة إلى السلطة وعدم التساهل على الصعيد الأمني، لأنه لا يمكن التفاوض معهم إلا من موقع قوة». وتابع أن «الأفغان سئموا من الوجود الدولي ويجب مواصلة إعادة سيادتهم وتعزيز مؤسساتهم وقدراتها الإدارية وفك عزلة المناطق الريفية والمساهمة في التنمية الاقتصادية».
وقال وزير خارجية السويد كارل بيلت، التي تتولى حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، «يجب التحول من وجود عسكري قوي إلى وجود مدني قوي». ودعا إلى إبقاء «استراتيجية انتقالية» من دون التفكير في الوقت الراهن في «استراتيجية انسحاب».
وفي آخر نتائج فرز الأصوات، حافظ الرئيس الأفغاني على تقدمه بعد إعلان نتائج جزئية جديدة للجنة الانتخابية تشمل نحو 60 في المئة من صناديق الاقتراع. وحصل قرضاي على نسبة 47.3 في المئة، مقابل 32.6 في المئة لمنافسه وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله.
ميدانياً، قتل 23 شخصاً بينهم 18 مدنياً وأربعة مسؤولين حكوميين، في تفجير انتحاري أمام مسجد في شرق أفغانستان، أمس كما أعلن مسؤول محلي. ومن بين المسؤولين الأربعة الذين قتلوا، نائب رئيس الاستخبارات الأفغانية، حسبما صرّح حاكم لغمان لطف الله مشعل في مؤتمر صحافي.
(يو بي آي، أ ف ب)