خاص بالموقعبول الأشقر
مع اقتراب عودة بعثة وزراء منظّمة الدول الأميركية إلى هندوراس لبذل المزيد من الجهود لمحاولة حلّ الأزمة العالقة في هندوراس منذ الانقلاب الذي أطاح مانويل زيلايا قبل أكثر من ثلاثة أشهر، رحّب الرئيس المخلوع باقتراح جديد، يحظى بموافقة رئيس حكومة الأمر الواقع روبيرتو ميتشيليتي وتقدم به رئيس جمعية الصناعيين في هندوراس أدولفو فاكوسي.

ورأى زيلايا «إشارة طيبة» في اقتراح فاكوسي إعادة الرئاسة له بسلطات محدودة حتى نهاية ولايته. وأكد أنه منكبّ على دراسة اقتراحه، ويأمل مناقشة واضعيه في الأيام المقبلة. وخطة رجل الأعمال العربي الأصل، وأحد مخططي الانقلاب الذين سحبت منهم الولايات المتحدة تأشيرة الدخول إليها، تنصّ على إعادة رمزية لزيلايا إلى الرئاسة أي بدون سلطة على القوات المسلحة ومجلس الوزراء والموازنة والتشكيلات الإدارية، والبدء بمحاكمته فوراً. كذلك ينصّ الاقتراح على انتشار 3000 من «القبعات الزرقاء» من دول أميركية ندّدت باعتدال بالانقلاب لضمان تنفيذ الاتفاق على أن تشمل كندا، مكسيكو، كولومبيا وباناما.

وقال فاكوسي «إن الرئيس ميتشيليتي موافق على الاقتراح، شرط أن يسلّم زيلايا بمحاكمته»، قبل أن يضيف «الشعب يطالب بتحديد دقيق لصلاحيات زيلايا لأنه لا يثق بوعوده».

وفي إطار النهج الجديد الذي تعتمده حكومة الأمر الواقع، وفي دردشة مع تلفزيون «غلوبو» البرازيلي في جوار السفارة البرازيلية المحاصرة، رأى قائد الجيش، الجنرال روميو فيلاسكيز، الذي أقاله زيلايا ثم أعاده إلى منصبه قبل الانقلاب بأيام، «أنه حان وقت الحوار لإقفال الأزمة». ونفى أن يكون قام بانقلاب عسكري، قائلاً «أنا خاضع للسلطات المدنية ونفذت أوامرها، وإلا لكنت أنا في الرئاسة». ورفض فيلاسكيز تحديد الجهة التي أمرته باعتقال زيلايا وكذلك الإجابة عن سؤال بشأن خضوعه إلى السلطات المدنية في حال عودة زيلايا رئيساً. وفي إشارة تعكس وجود انقسامات في صفوف قوى الأمر الواقع منذ قرار ميتشيليتي تعليق الدستور لفترة 45 يوماً، أفاد نواب من الحزب المحافظ أن الكونغرس «قادر على إلغاء القرار إن لم ينفذ ميتشيليتي وعده»، بإلغائه «في أسرع وقت ممكن».

في هذه الأثناء، استقبل زيلايا مندوباً من الأمر الواقع لم يفصح عن هويته، في الوقت الذي استعاد فيه راديو غلوبو الهندوري برامجه على شبكة الإنترنت. وقال زيلايا إن «إقرار الأمم المتحدة عقوبات اقتصادية على هندوراس كفيل بالقضاء على الانقلاب خلال 24 ساعة».

أخيراً، غادر أصغر أبناء زيلايا برفقة سبعة أشخاص مبنى السفارة البرازيلية أول من أمس، في ما يبدو محاولة لتقليص عدد القائمين في السفارة من أهالي الرئيس المخلوع ومعاونيه وأنصاره. وتفيد مصادر من داخل السفارة أن هذا العدد تقلص تدريجاً إلى نحو خمسين بعدما تخطّى الثلاثمئة.

(الأخبار)