متّكي في واشنطن ولا يلتقي مسؤولين أميركيين... وكلينتون تتوعّد طهران بـ«عزلة أكبر»اعتمدت طهران، عشيّة بدء مباحثاتها مع مجموعة الست في جنيف، لهجة مزدوجة جمعت بين التأكيد على بدء التفاوض اليوم «بنية طيبة»، والتهديد على لسان برلمانيين بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، إذا واصل الغرب استعمال «نبرة القوة» من خلال تشديد العقوبات
أعلن كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، سعيد جليلي، أمس، أن إيران ستدخل المحادثات مع مندوبي الدول الست (روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا)، في جنيف اليوم «بنية طيبة»، فيما جدد الرئيس محمود أحمدي نجاد تأكيد استعداد بلاده لشراء الوقود النووي من الدول الأجنبية، مشدداً على أن طهران قد أعدّت نفسها لجميع الظروف.
في هذا الوقت، وصل وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي إلى واشنطن في زيارة تستهدف تفقد مكتب تمثيل المصالح الإيرانية التي ترعاها السفارة الباكستانية، من دون أن يلتقي أياً من المسؤولين الأميركيينوأوضح نجاد ،على هامش اجتماع مجلس الوزراء، أن أحد المواضيع المدرجة على جدول أعمال محادثات جنيف هو حاجة إيران إلى الوقود النووي اللازم لمفاعل طهران الجديد (بالقرب من مدينة قم)، بدرجة تخصيب 19.75 في المئة. وأضاف «نشارك في مفاوضات يوم الخميس بخطة عمل منسجمة ورصينة تتضمن حلولاً تنفيذية وآليات تنفيذية محددة». ورأى أن المفاوضات «فرصة استثنائية أمام بعض الدول الأوروبية والإدارة الأميركية لتغيير نهجها وإصلاح طريقة تعاملها مع شعوب العالم ليكون على أساس العدالة والقانون والاحترام المتبادل». وأشار نجاد إلى أن طهران أعدّت نفسها لجميع الظروف، قائلاً «بإمكان المفاوضين بكل تأكيد تبنّي أي سياسة يريدون، ولكننا لن نتضرر»، لافتاً إلى أن «قادة هذه الدول ارتكبوا خطأً تاريخياً بتصريحاتهم حول المنشأة (النووية) الجديدة».
وكشف نجاد أنّ وفده المفاوض في جنيف، سيقترح أن يقوم طرف ثالث بتخصيب اليورانيوم الضروري للمنشآت النووية الإيرانية، بدل أن تخصّب طهران بنفسها هذا اليورانيوم.
وفي السياق، ذكرت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء، أن نجاد اقترح هيكلاً منظّماً للمناقشات مع وجود ثلاث لجان تعالج قضايا مختلفة و«مجلس» من رؤساء الدول المعنية كهيئة عليا لاتخاذ القرارات.
أمّا أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، سعيد جليلي، فقد وصف من جهته مفاوضات جنيف بأنها «فرصة واختبار» للقوى العالمية. وقال، لدى مغادرته طهران متوجهاً إلى الاجتماع الذي يستغرق يوماً واحداً، «سندخل المحادثات بنيّة طيبة».
يُذكر أن جليلي سيقود المحادثات في جنيف اليوم مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا.
في هذه الأثناء، قال عضو البرلمان الإيراني، حسن غفوريفرد، في مقابلة مع قناة «برس تي.في»، إن«مجموعة 5+1، إذا واصلت التحدث إلينا بنبرة القوة لوضعنا في مأزق وللتحدث بشأن المزيد من العقوبات، فربما لن يكون هناك خيار آخر سوى الانسحاب من المحادثات»، مشدداً على أنه «إذا سارت الأمور من سيئ إلى أسوأ فربما نتخذ إجراء أكبر في هذا الصدد مثل الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي».

تباين بريطاني ــ أميركي بشأن طبيعة النووي الإيراني... والبرادعي يتحدث عن «مخالفة»

وحذر المستشار الإعلامي للرئيس نجاد، علي أكبر جوانفكر، من أن إيران لن تسمح بأن «تسود القوة والنفوذ المفاوضات».
في المقابل، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، أن إيران «خالفت القانون بانتهاكها قواعد وكالة الطاقة، التي تقضي بإبلاغ الوكالة في موعد أقرب»، عن بناء مفاعل ثان لتخصيب اليورانيوم، واصفاً ذلك بأنه «انتكاسة لمبدأ الشفافية».
وفي السياق، قال مصدر أمني بريطاني إن مسؤولين بريطانيين يعتقدون أن إيران ظلت تسعى إلى صنع أسلحة نووية خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك في تباين واضح مع التقويم الأميركي الاستخباري القائل بأن طهران أوقفت العمل في برنامج للتسلح النووي عام 2003.
وأضاف المصدر أن كشف إيران عن محطة نووية ثانية أدى إلى تعزيز الشكوك الدولية في أنها تضمر نيات لامتلاك أسلحة نووية، قائلاً «لم نتفق مع التقويم الأمبركي، ولا يزال هذا هو موقفنا».
في هذه الأثناء، خيّرت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، طهران بين الاستجابة للمطالب الدولية والإيفاء بالتزاماتها في ما يتعلق بالجانب النووي، أو مواجهة «عزلة أكبر». وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيليب كراولي، «لن نتخذ قراراً مفاجئاً يوم الخميس.. نحن ذاهبون لاختبار النيات الإيرانية».
من جهة أخرى، انتقد وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، إيران لتجاربها الصاروخية الأخيرة، إلا أنه أكد أن التوترات بين طهران والغرب يجب أن تحلّ عبر الدبلوماسية. وقال داوود أوغلو «لا نعتقد أن العقوبات تثمر نتائج»، مشيراً إلى أن تركيا ستكون «من بين الدول الأكثر تضرراً بفرض عقوبات على إيران».
إلى ذلك، استبعد وزير الدفاع الإيراني، العميد أحمد وحيدي ما أشيع عن تفاوض إسرائيل مع السعودية لاستخدام أجواء المملكة الخليجية لضرب إيران.
(مهر، أ ف ب، أ ب، إرنا، رويترز)