تسلم الأمين العام الجديد لحلف شمالي الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، مهماته رسمياً أمس، خلفاً للهولندي ياب دي هوب شيفر. والأمين العام الجديد، الذي شغل منصب رئيس الوزراء في الدانمارك لسبع سنوات، تربطه علاقة وطيدة بواشنطن تعود إلى أيام الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، وعرف بدفاعه عن «معركة الديموقراطية» التي خاضها الأخير وعن قراره باعتقال المئات في غوانتنامو.وتولى راسموسن منصبه الجديد في جزء من الفريق الذي ألّفه الرئيس الأميركي باراك أوباما في إطار استراتيجيته الجديدة في الحرب على أفغانستان. وهو رجل سياسي محنّك، أظهر نشاطاً كبيراً في مجالي السياسة الخارجية والأمن، وتحديداً خلال تولي بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي، فأسهم في دفع القمة الأوروبية في عام 2002 إلى تبني خيار توسعة الاتحاد باتجاه الشرق، كذلك دفع بلاده للتخلي عن حيادها المعروف للمشاركة في حربي العراق وأفغانستان.
وراسموسن، الذي باشر مهامه أمس، فيما يواجه الحلف تصاعداً للعنف في أفغانستان، عقد مؤتمراً صحافياً دعا خلاله إلى التزام قوي للحلف في هذا البلد كي «لا تعود مسرحاً للإرهاب الدولي». وقال: «نأمل أن نتمكن أثناء ولايتي، من مساعدة الأفغان على تولّي أمنهم بأنفسهم. لكن على طالبان أن تعرف أن هذه الخطوة ليست استراتيجية خروج». وأكد أن الحلف الأطلسي لا يستعد للخروج من أفغانستان، مضيفاً: «سنبقى ما دعت الحاجة إلى ذلك». وعبّر راسموسن عن اعتقاده بأنه لا بد من «تولي الأفغان قسماً أكبر من المسؤوليات» لكي يعمّ الاستقرار في البلاد. كذلك رفض وضع جدول زمني لانسحاب القوات من أفغانستان، وقال: «لن يكون الأمر سهلاً، لكنه ممكن وسننجح».
وعلى الأمد القصير، أشار راسموسن إلى أهمية «صدقية» الانتخابات الرئاسية والمحلية المحددة في 20 آب المقبل، التي «يبذل حلف شمالي الأطلسي» جهده من أجلها، بنقل المعدات الانتخابية وبمساعدة الشرطة والجيش الأفغانيين.
أما عن العلاقات بين الحلف وروسيا، فقال راسموسن إنها من الأولويات، متمنياً تعزيز التعاون على «المصالح المشتركة» كمحاربة الإرهاب. وعبّر عن رغبته في الإشراف على تطوير «شراكة استراتيجية حقيقية» خلال السنوات الأربع التي سيرأس خلالها الحلف.
وإدراكاً منه لصعوبة المهمة، قال راسموسن: «أنا لست رجلاً حالماً. أعرف أننا لن نتفق على بعض المواضيع الأساسية»، إلاّ أنه شدد في المقابل على أن «هذه الخلافات لا تخفي حقيقة أنّ لنا مصالح مشتركة» مطمئناً روسيا إلى أن «الحلف ليس عدواً لها».
(الأخبار، أ ب)


من المتوقع أن يبدأ الأمين العام الجديد لحلف شمالي الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن (الصورة)، وضع الخطوط العريضة لأولوياته، بما فيها تعيين مجموعة من الأشخاص يمثلون مختلف القطاعات ستكون مهمتهم صياغة مفهوم استراتيجي جديد لحلف الأطلسي، يعكس دوره الجديد خارج أوروبا. ووفقاً للمسؤولين في الحلف، فإن المجموعة من المتوقع أن تضم وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، مادلين أولبرايت.
(أ ب)