لاريجاني: نختلف لكننا في الأوقات الحرجة نتّحد ضد التدخلات الأجنبيةفي ظلّ انقسام سياسي غير مسبوق تشهده إيران، أدى اليمين الدستورية أمس الرئيس محمود أحمدي نجاد، الذي يبدو أنه يواجه صعوبات مع المحافظين والإصلاحيين، قبل أسبوعين من تقديمه تشكيلة الحكومة إلى البرلمان ليصدّق عليها
شدّد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، خلال مراسم أدائه اليمين الدستورية أمام أعضاء مجلس الشورى أمس، على خدمة الشعب والارتقاء بالبلاد، مهاجماً الدول الغربية التي أكد أن إيران لا تنتظر منها رسائل تهنئة بولايته الجديدة. وعُقدت جلسة قسم اليمين، بحضور رئيسي السلطة القضائية آيه الله هاشمي شهرودي والتشريعية علي لاريجاني، ورئيس مكتب المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، وأعضاء مجلس الوزراء ومجلس صيانة الدستور ومجلس خبراء القيادة ومجمع تشخيص مصلحة النظام وأعضاء مجلس الشورى الإسلامي والمسؤولين السياسيين والعسكريين وسفراء الدول الأجنبية المعتمدين في طهران.
وقاطع حفل قسم اليمين المرشحون الثلاثة الخاسرون، مير حسين موسوي ومهدي كروبي ومحسن رضائي، وبعض أعضاء البرلمان «المعتدلين»، كما وصفتهم وكالة «أسوشييتد برس».

كلينتون تعترف بنجاد رئيساً لكنها معجبة بـ«مقاومة» الإصلاحيّين
وقال الرئيس الإيراني إن «تحقيق العدالة بحزم، ومكافحة التمييز والظلم وتعزيز العزّة والسيادة الوطنية والدفاع عن المظلومين والصمود أمام المستكبرين وحفظ الكرامة الإنسانية وحقوق المواطنة، من المحاور الأساسية» التي يسعى إلى تحقيقها. وأقسم نجاد على أن يكون «حافظاً للمذهب الرسمي (الشيعي) للجمهورية الإسلامية والدستور»، مخاطباً الدول الغربية، التي أعلنت أنها تعترف بالانتخابات والحكومة الإيرانية لكنها لن تهنّىء رئيس الجمهورية، «عليكم أن تعلموا أن لا أحد في إيران ينتظر منكم إرسال التهانئ»، ومشدداً على أن «الشعب الإيراني لا يولي أي أهمية لا لغضبكم واستيائكم ولا لتهانئكم وابتساماتكم».
وكانت كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا قد أعلنت أنها لا تنوي تهنئة نجاد بإعادة انتخابه، فيما أكدت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، من نيروبي أن «الشخص الذي تسلّم منصبه اليوم (الأربعاء) سيعدّ الرئيس» بالنسبة الى واشنطن، قبل أن تضيف «لكننا مقدّرون ومعجبون بالمقاومة المستمرة والجهود التي يبذلها الإصلاحيون من أجل إحلال تغييرات يستحقها الشعب الإيراني».
لكن نجاد أوضح أن «إيران ستواصل سياستها الخارجية الفاعلة، وستدخل خلال هذه المرحلة بطريقة فاعلة ومؤثرة في جميع الأصعدة»، مضيفاً «إننا نقاوم المستكبرين وسنبذل جهودنا لإصلاح المنظمات العالمية».
من جهته، أكد لاريجاني أن مجلس الشورى يدعو الحكومة الجديدة إلى «استخدام النخب وتبنّي خطة واضحة والعمل في إطار القانون». ورأى أنّ «هذه المشاركة الحاشدة (في الانتخابات الرئاسية) تمثّل رصيداً لرئيس الجمهورية المحترم والمثابر وتتيح له الفرصة لتحقيق الأهداف السامية للنظام الإسلامي».
ورأى رئيس البرلمان أن «من يؤدي اليمين الدستورية يجب عليه أن يملك القدرة على تنفيذ اليمين بالقوة وبالفعل». وأكد أن على السلطات الثلاث في إيران أن تتعاون في ما بينها لحل قضايا البلاد، لافتاً إلى أن ذلك «رسالة إلى الحكومات الأجنبية مفادها أن الإيرانيين، رغم خلافاتهم فإنهم في الأوضاع الحرجة متّحدون ويعطون الرد المناسب على تدخلات الأجانب». في غضون ذلك، تجمّع عدد من أنصار المعارضة أمام البرلمان، احتجاجاً على تولي نجاد الرئاسة لولاية ثانية. وأطلقوا هتافات مضادة للرئيس، قائلين «الموت للديكتاتور». ومنهم من ارتدى قمصاناً سوداء كعلامة على حزنهم على هذا الحدث.
وقال شاهد عيان إنه رأى المئات من أنصار موسوي قرب البرلمان ولكن لم تقع اشتباكات مع قوات مكافحة الشغب أو ميليشيا «الباسيج» هناك. وأضاف إن الشرطة ألقت القبض على عشرة محتجين على الأقل، مشيراً إلى أنه قُطع إرسال الهواتف المحمولة.
وأعلنت صحيفة «سرمايه» الإصلاحية أن السلطات اعتقلت أول من أمس، المدير السابق للموقع الإلكتروني «قلم نيوز» التابع لموسوي، مير حامد حسن زادة، ورئيس تحرير صحيفة «المثقفون» التي دعمت موسوي، رضا نوربخش.
في المقابل، أكد موسوي أن توقيف المتظاهرين لن يثني حركة الاحتجاج على إعادة انتخاب نجاد، حسبما نقل عنه «قلم نيوز». وقال في بيان عقب مراسم أداء اليمين الدستورية، إن «البعض ظنّوا أنهم عبر توقيف عدة أشخاص يخالونهم قادة الاحتجاجات سينهون المسألة. لكن الواقع أن هذه الحركة استمرت، في إثبات على أن الاعتقالات لن تنفع بشيء».
وذكرت وكالة «ارنا» للأنباء أن محاكمة مئة متهم بأحداث الشغب الأخيرة في إيران أُجلت ليوم السبت المقبل، بدلاً من اليوم الخميس.
إلى ذلك، ذكرت وكالة (إرنا) أن لجنة استشارية رئاسية استبعدت اسم وزير النفط غلام حسين نوذري، من قائمة مصغرة للمرشحين لتولي هذا المنصب في الحكومة الجديدة للرئيس نجاد.
وقالت الوكالة الإيرانية إن اللجنة رشحت العضو المنتدب في شركة النفط الحكومية سيف الله جشنساز، ووزير الصناعات والمناجم علي أكبر مهرابيان، لتولي وزارة النفط خلفاً لنوذري.
(ارنا، مهر، أ ب، أ ف ب، رويترز)