بول الأشقرتمثّل قمة أميركا الشمالية فرصة لكل من حكومات مكسيكو وأوتاوا وواشنطن للتداول في مشاكل القارة من قضايا الاقتصاد والمخدرات والمناخ والصحة العامة والهجرة. ويستضيف الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون في غوادالاخارا قمة ثلاثية، تسمّى «قمة الأصدقاء الثلاثة»، تجمعه بالرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الكندي ستيفين هاربر، وسط تدابير أمنية مشددة وانتشار عشرات من عناصر الاستخبارات الأميركيين مموهين بـ«سيّاح»، وتحليق طوافات أميركية في سماء المدينة.
ومن أبرز المواضيع على جدول أعمال قمة أميركا الشمالية، الانكماش الاقتصادي بين دولها الذي أدى إلى تراجع التجارة البينية الثلاثية بنسبة 32 في المئة. وبعكس القمم الأخيرة، حيث كان الوضع الاقتصادي في كل من الدول الثلاث يختلف عن الآخر، ستتميز هذه القمة بشد الصفوف وتوحيد المواقف في محاولة لتقليص آثار الانكماش الذي يعانون جميعاً منه.
وإضافة إلى خطر إعادة انتشار فيروس «أنفلونزا إيه إن 1 أتش 1»، سينكبّ الرؤساء على موضوع التشريعات البيئية التي عليها أن تواكب الانطلاقة الاقتصادية المتوقعة. وقد شهدت المدينة أول من أمس تجمعاً لناشطي «غرين بيس» للضغط من أجل التشديد على هذه القرارات.
ولن يكون بالتأكيد موضوع الحدود والمخدرات غائباً، وخصوصاً بين الولايات المتحدة والمكسيك. وسيحاول أوباما وكالديرون معالجة مسألة مرور الشاحنات المكسيكية التي تعكّر عملية النقل بين البلدين. وأثارت الولايات المتحدة كذلك ضرورة معالجة مسألة الأنفاق بين البلدين التي يلجأ إليها المهربون لإمرار المخدرات واليد العاملة. وقد اكتُشفت مئة نفق خلال آخر عشرين سنة.
من جهة آخرى، عقد الرئيس أوباما نهار الجمعة الماضي لقاءً مع الصحافة الناطقة بالإسبانية، حيث أعاد تحديد معالم سياسته إزاء أميركا اللاتينية. وجدّد وعده بـ«توثيق العلاقات من دون فرض سياسات».
وقال أوباما بسخرية من دون تسمية أحد إنّ «بعض من كان ينتقد تدخل الولايات المتحدة في شؤون أميركا اللاتينية صار يعترض اليوم بأن تدخلنا غير كاف»، في إشارة إلى الانتقادات بشأن الموقف الأميركي من هندوراس. وقال إن موقف بلده «واضح، وقد صنّف الانقلاب بغير الشرعي، لكن ليس لدي زرّ سحري لأعيد الرئيس الهندوري مانويل زيلايا إلى الرئاسة»، مجدداً تأييده لخطة الرئيس الكوستاريكي أوسكار أرياس.
ونفى الرئيس أوباما «خرافة» إنشاء قواعد عسكرية جديدة في كولومبيا، مضيفاً: «الوقائع لا تؤكد ذلك. كل ما في الأمر أن لدينا تعاوناً عسكريّاً مع كولومبيا نريد الآن تحديثه».
وعن المكسيك، أكتفى أوباما بالقول إنّ الرئيس كالديرون «يقوم بشجاعة بما يجب أن يقوم به» بالنسبة إلى محاربة المخدرات.