تزداد الضغوط الأميركية على الرئيس باراك أوباما في اتجاهين: حثّ الزعماء العرب على الشروع في تطبيع فوري مع إسرائيل، وإقناع القيادة الفلسطينية بالتخلي عن حدود عام 1967، وبالتالي عدم التفكير في فرض شروط مسبّقة على حكّام الدولة العبرية على شاكلة ما أوحى به المؤتمر السادس لحركة «فتح». فقد دعا زعيم الأكثرية الجمهورية في مجلس النواب الأميركي ستيني هوير، أمس، الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى التخلي عن أي شروط مسبّقة في المفاوضات مع إسرائيل، موضحاً أن الكونغرس «يميّز بين الاستيطان في القدس الشرقية والضفة الغربية».وقال هوير، الحليف القوي للرئيس باراك أوباما، في مقابلة مع صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، إن الخطاب السياسي الذي طُرح في المؤتمر السادس لحركة «فتح»، كان «مؤسفاً، ويعيد غرس شعور المواجهة والمقاومة بدلاً من أن يكون أكثر إيجابية ويتحدث عن أي خطوات نريد للتحرك إلى الأمام».
ورداً على سؤال، وجّه هوير إحدى رسائله إلى عباس وهي: هناك حاجة إلى تغيير الخطاب، ويجب إسقاط أي شروط مسبّقة لبدء المفاوضات مع حكومة بنيامين نتنياهو، مبرّراً طلبه هذا بأن الرئيس الفلسطيني لم يضع شروطاً مسبّقة للتفاوض مع رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، «بالتالي يجب ألّا يضع شروطاً الآن».

باراك يردّ على ليبرمان: علينا أن نكون شركاء في خطّة أميركا للسلام
وتجنّب المسؤول الأميركي الإجابة عن سؤال عمّا إذا كان يعتقد أن رئيسه أوباما بالغ في موقفه من الاستيطان، معرباً عن اعتقاده بأنّ معظم الأميركيين، بما في ذلك الإدارة الأميركية، يعتقدون أن العودة إلى حدود 1967 «ليست واقعية». ولفت إلى وجود المزيد من القبول للبناء في مستوطنات القدس الشرقية، مقارنةً بالبناء في مستوطنات الضفة الغربية.
وأطلق هوبر مواقفه في الدولة العبرية التي يزورها برفقة وفد يضم 29 نائباً أميركياً. والتقى الوفد كلاً من الرئيس شمعون بيريز ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، على أن يلتقي أبو مازن اليوم في رام الله.
وفي السياق، أعلن أكثر من 70 عضواً في مجلس الشيوخ (من أصل 100)، في رسالة مفتوحة إلى أوباما، نُشر مضمونها أول من أمس، أنه يجب عليه أن يحث القادة العرب على القيام بـ«مبادرات مذهلة» تجاه تل أبيب من أجل تقدم عملية السلام في الشرق الأوسط. وحدّدت الرسالة نوعية هذه «المبادرات المذهلة» التي يُفترَض أن تكون «شبيهة بتلك التي قام بها قادة شجعان في الماضي مثل العاهل الأردني الملك حسين أو الرئيس المصري أنور السادات».
وأوضح موقّعو الرسالة، ما ينتظرونه من العرب، فشدّدوا على ضرورة «وضع حد لمقاطعة إسرائيل عبر الجامعة العربية»، وإلى إجراء لقاءات مفتوحة مع مسؤولين إسرائيليين «وتشجيع العلاقات التجارية» مع الدولة العبرية، ومنح تأشيرات دخول لمواطنيها ودعوة إسرائيليين إلى المشاركة في مؤتمرات جامعية أو في مهرجانات رياضية.
في هذه الأثناء، ردّ وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، على ليبرمان الذي سبق أن أعرب عن تشاؤمه، قبل يومين، إزاء احتمال التوصل إلى اتفاق سلام. وبدا باراك واثقاً بإمكان دفع «عملية السلام» قدماً، واستئنافها خلال الأسابيع القليلة المقبلة. ونقلت وسائل الإعلام العبرية عن باراك قوله إن «الحوار مع واشنطن سيُفضي خلال أسابيع معدودة إلى خطة أميركية بشأن الحل النهائي، وعلينا أن نكون شركاء في هذه الخطوة السياسية إلى جانب إصرارنا على المبادئ الأمنية الإسرائيلية».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)