يبدو أن محمود أحمدي نجاد، قد بدأ يرسّخ أقدامه على المسرح السياسي، لكن بدعم «إلهي» هذه المرة. موقف جاء على لسان أحد أساتذة نجاد الروحيين، ليتكامل مع موجة نيابية تصب في خدمة حكومة الرئيس
رأى رجل الدين الإيراني المحافظ، آية الله محمد تقي مصباح يزدي، أن طاعة الرئيس محمود أحمدي نجاد، «تعني طاعة الله»، فيما شنّ نواب البرلمان حملة ضد «تدخل» دول الغرب في الشؤون الإيرانية خلال الاضطرابات الأخيرة. وحذّر يزدي، الذي يُعدّ المرشد الروحي لنجاد، المعارضة من السعي الى إضعاف سلطة المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية، آية الله علي خامنئي. ونقلت وكالة الانباء الرسمية الايرانية (ارنا) عن يزدي، العضو في مجلس خبراء القيادة، قوله «حين ينصّب المرشد الرئيس، فإن طاعته تكون بمثابة طاعة الله»، متهماً المعارضة التي رفضت الاعتراف بشرعية الرئيس، بالسعي الى إضعاف موقع المرشد الأعلى.
في غضون ذلك، دان 215 نائباً في مجلس الشورى الاسلامي (البرلمان)، «تدخّل» أميركا وبريطانيا وفرنسا في شؤون إيران الداخلية. وقال بيان نقلته وكالة «مهر» للأنباء في ختام الجلسة العلنية للمجلس «إن التصريحات المتسرّعة وغير المدروسة لوزيري خارجية أميركا وفرنسا، التي أعلنا فيها دعمهما لمثيري الشغب في الأحداث التي أعقبت الانتخابات الرئاسية الأخيرة في إيران، وتورّط السفارة البريطانية في طهران، أمر يتنافى مع جميع القوانين والمقررات الدولية».
من جهته، نفى رئيس البرلمان علي لاريجاني، تصريحات المرشح الخاسر للرئاسة، مهدي كروبي، بأن بعض المعتقلين تعرّضوا للاغتصاب بعد احتجازهم في الاضطرابات الأخيرة. ونقل التلفزيون الإيراني عنه قوله «استناداً الى نتائج تحقيقات البرلمان فإن المحتجزين لم يتعرضوا للاغتصاب أو لانتهاكات جنسية في سجني كهريزاك وإيفين في إيران. مثل هذه المزاعم عارية تماماً عن الصحة».
في المقابل، دعا المرشح الخاسر، محسن رضائي، الى محاكمة المسؤولين إذا ثبتت صحة الادعاءات عن تعرض محتجزين لانتهاكات. ونقلت وكالة العمال عن رضائي قوله لمجموعة من نشطاء حقوق الإنسان الإيرانيين «إذا ثبتت صحة تقاريركم عن سوء المعاملة وانتهاك حقوق المحتجزين والمحتجين يجب على الأقل فصل كل المسؤولين (عن ذلك) ومحاكمتهم ويجب إعلان الحداد الوطني». رأى المرشح الخاسر للرئاسة، مير حسين موسوي، أن «المحاكمات الصورية» المستمرة في إيران للإصلاحيين والصحافيين تخدم فقط المصالح الاجنبية، حسبما نقل عنه موقعه الالكتروني «قلم نيوز».
من جهة ثانية، قال مصدر سياسي إيراني مطلع إن المدرّسة الفرنسية كلوتيد ريس، التي تحاكم ضمن المتورطين بأحداث الشغب الأخيرة، قد أطلقت، موضحاً أن السفارة الفرنسية بعثت بمذكرة رسمية تتضمّن إيداع تعهد وكفالة وتطلب فيها إطلاق سراح كلوتيد ريس، وقد أبلغت السلطة القضائية لاتخاذ ما يلزم وفق القوانين المتبعة. وكان المدعي العام في طهران، سعيد مرتضوي، قد أعلن أمس انتهاء محاكمة ريس.
وفي السياق، أكد مسؤول في القضاء الإيراني، أن الموظفة الفرنسية الإيرانية، نازك أفشر، «أفرج عنها بكفالة» لكن «التحقيق مستمر».
من جهة أخرى، نقلت وكالة الأنباء الطلابية الايرانية (إسنا)، عن بيان لوزارة الاستخبارات، أن أربعة عناصر ينتمون الى جماعة «جند الله» المتمردة، أوقفوا في عاصمة ولاية سيستان بلوشستان، زاهدان (جنوب شرق).
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، مهر)