خاص بالموقعواشنطن ــ محمد سعيد
اتهم الرئيس السوداني عمر البشير، أمس، جماعات ضغط لم يسمّها، بالعمل على استمرار العقوبات الأميركية المفروضة على بلاده، رغم أن الاستخبارات الأميركية أكّدت عدم ضلوع الخرطوم في دعم «الإرهاب»، معرباً في الوقت نفسه عن تقديره لشجاعة المبعوث الأميركي الخاص للسودان سكوت غرايشن، على خلفية اعتراف الأخير بأن عمليات «الإبادة الجماعية قد انتهت في دارفور».

وقال البشير، في مقابلة مع مجلة «تايمز» الأميركية، إن الغرب يسعى إلى محاكمته على خلفية ملف دارفور لكونه القائد الأعلى للجيش، فيما لم يحاكم الرئيس الأميركي السابق جورج بوش على قصف المدنيين في أفغانستان «عن طريق الخطأ»، رغم أنه قائد القوات المسلحة الأميركية.

وجدّد البشير التنديد بمذكّرة الاعتقال التي أصدرها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو، بحقّه. ووصف المحكمة بأنها «سياسية لا قانونية». وشدّد على أن المذكرة تبعث رسالة سلبية إلى الحركات المسلحة في السودان، مفادها أن عليها عدم السعي إلى السلام مع الحكومة لأنها ملاحقة دولياً، مشيراً إلى أن القرار لم يعرقل حتى الساعة قدراته على ممارسة الحكم أو السفر.

وانتقد «ازدواجية المعايير» عبر تصنيف جميع الجماعات التي تحمل السلاح ضد الحكومات في المنطقة بأنها «جماعات إرهابية»، كما هي الحال في العراق وأفغانستان والأراضي الفلسطينية المحتلة، فيما يجري الدفاع عن «المتمردين» في دارفور من جانب جهات دولية، رغم أنهم يرفعون السلاح في وجه الخرطوم.

من جهةٍ ثانية، اعترف البشير بأن «الأخطاء تحدث في كل الحروب»، موضحاً أن هذه «الأخطاء»، لم تكن «سياسة رسمية تطبّقها الحكومة»، بدليل أن السودان هو الدولة الوحيدة في العالم الثالث، التي رفعت الحصانة عن أفراد في الجيش والشرطة، وقدمتهم للمحاكمة على خلفية اتهامات بارتكاب اعتداءات في دارفور.

وفي السياق، أصرّ البشير على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المقرر العام المقبل، معتبراً أن فوزه أو خسارته في هذه الانتخابات «أمر يعود إلى الشعب السوداني»، لافتاً إلى أن حزبه «واثق بالفوز بسبب الشعبية التي يتمتع بها».

وكشف أنه سعى في الماضي إلى إقناع حزبه الحاكم بانتخاب رئيس جديد، لأنّ منصب الرئاسة «فيه الكثير من المسؤوليات والمهمّات المرهقة، فيما منصب الرئيس السابق يضمن لصاحبه الاحترام الكبير والتقدير من دون عناء».