عاد الملف النووي الإيراني إلى واجهة الأحداث العالمية، مع استتباب الوضع الداخلي، عقب تقديم الرئيس محمود أحمدي نجاد تشكيلته الحكومية الجديدة إلى البرلمان للتصديق عليها. وأشارت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، للمرة الأولى، إلى احتمال فرض «عقوبات اقتصادية تشمل قطاع الطاقة» في إيران، في حال فشل المحادثات بشأن برنامجها النووي. وقالت، لصحيفة «فرانكفورتر» الألمانية، «للأسف لا يوجد أي تقدم يذكر، وفي حال عدم إحراز أي تقدم فلا بد من التحرك وفرض عقوبات إضافية».لكن المستشارة الألمانية أوضحت أن الأمر يحتاج إلى النقاش مع الصين وروسيا، بهذا الخصوص، مشيرةً إلى أن الدول الست المشاركة في المحادثات مع إيران (الصين والولايات المتحدة وألمانيا وروسيا وفرنسا وبريطانيا)، ستقدّم تقريراً عن إيران في أيلول، بعد اجتماع ممثليها في الثاني من أيلول المقبل.
وقال دبلوماسيون غربيون إن اجتماعاً آخر قد يُعقد بشأن إيران في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق من الشهر نفسه. وأوضحوا أن القوى الغربية طالبت رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، بكشف المعلومات التي تمتلكها الوكالة عن إيران، والتي يقولون إنها قد تقنع روسيا والصين بفرض عقوبات عليها.
ومن المتوقع أن يعرض البرادعي آخر تقرير للوكالة بشأن إيران على مجلس المحافظين ومجلس الأمن الدولي، ربما خلال الأسبوع المقبل. واعترف الدبلوماسيون بأن وكالة الطاقة ليس لديها دليل قاطع على أن إيران تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية.
في غضون ذلك، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن دبلوماسيين في واشنطن إشارتهم إلى دلالات عديدة ظهرت أخيراً على أن طهران قد تكون على جهوزية تامة للتعاون مع وكالة الطاقة. ولفتوا إلى قرار الرئيس الإيراني بإبقاء وزير الخارجية منوشهر متكي في منصبه، من دون تسليم ذلك المنصب إلى حليف محافظ أكثر من متكي، كذلك إلى تعيين علي أكبر صالحي في منصبَي نائب رئيس الدولة ورئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية، معتبرين أن تعيينه يشير ربما إلى سياسة نووية إيرانية أقل عقائدية، وأكثر براغماتية.
من جهة أخرى، قال الرئيس السابق لبرنامج الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، عوزي روبن، إن ايران قد تمتلك القدرة على ضرب معظم أوروبا بصاروخ ذاتي الدفع في غضون ما بين ثلاثة أعوام وأربعة إذا بذلت أقصى جهدها.
وأضاف روبين، أمام مؤتمر بشأن الدفاع الصاروخي للجيش الأميركي في ولاية آلاباما، «إذا ضغطوا ووضعوا كل الميزانية، ووضعوا كل المهندسين. فثلاث سنوات أو أربع » هي كل ما سيتطلّبه الأمر لإعطاء الصواريخ الإيرانية الذاتية الدفع مدى يبلغ 3900 كيلومتر، وهو ما يكفي لضرب لندن، مضيفاً «أعتقد أن هناك استخفافاً بالقدرة الإيرانية».
في الشأن الداخلي، حثّ رئيس مجلس صيانة الدستور، آية الله أحمد جنتي، أمس، السلطة القضائية في البلاد، على اعتقال قادة الاضطرابات التي اندلعت بعد انتخابات الرئاسة في 12 حزيران الماضي. وقال، في خطبة الجمعة في طهران، إن «أعمال الشغب هي قضيتنا الأساسية اليوم. اعتقل بعض الأشخاص ولم يُعتقل آخرون. يجب أن يكون اعتقالهم أول ما تفعله السلطة القضائية».
(أ ف ب، ر ويترز، يو بي آي)