كشفت وثائق لمكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي (أف بي آي)، رُفعت عنها السرية أمس، عدداً جديداً من المعلومات عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وبحسب المعلومات الاستخبارية، فإنّ صدام كان يعتقد أن إيران تمثّل تهديداً كبيراً لبلاده، وهو ما دفعه إلى ترك الاحتمال مفتوحاً أمام امتلاك نظامه أسلحة دمار شامل كي لا يبدو عاجزاً عن الرد.وكتب العميل الخاص في «أف بي آي» جورج بيرو، في حزيران 2004: «اعتقد صدام أن العراق لا يمكن أن يبدو ضعيفاً لأعدائه، وخصوصاً لإيران». وجزم التقرير الاستخباري بأنّ قلق صدام من اكتشاف إيران لنقاط ضعف بلاده، أكبر من خوفه إزاء العواقب الأميركية المفروضة عليه، ومن عودة مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة الذين كانوا يبحثون عن أسلحة الدمار الشامل.
وجاء في الوثائق، التي حصل عليها ووزعها «أرشيف الأمن الوطني»، وهو معهد أميركي غير حكومي للأبحاث، أنه «في رأيه (صدام)، كان مفتشو الأمم المتحدة سيحددون للإيرانيين مباشرة، أين يمكن أن يلحقوا أكبر ضرر بالعراق».
ووفقاً لهذه الوثائق، أجرى عملاء أميركيون 20 مقابلة رسمية، وعلى الأقل خمسة «حوارات عابرة» مع الزعيم العراقي السابق بعدما اعتقلته قوات الاحتلال في كانون الأول 2003.
وأشارت سجلات «أف بي آي» إلى أن صدام كان «المحتجز البارز القيمة الرقم واحد»، وأنه شارك الرئيس السابق جورج بوش العداوة نفسها تجاه رجال الدين الإيرانيين «المتعصبين». خلاصات توصل إليها المحققون الأميركيون بعد التحقيقات والمحادثات التي أجروها مع صدام بين شباط وحزيران 2004، حيث تولى المهمة عملاء يتحدثون العربية في الزنزانة التي كان محتجزاً فيها في مطار بغداد الدولي.
وفي السجلات نفسها، نفى صدام وجود أي صلات مع زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، الذي وصفه بأنه «متعصب»، كذلك رأى أن كوريا الشمالية هي «أكثر حلفائه ترجيحاً».
واعترف صدام، في الوثائق نفسها، بأنه أصدر شخصياً أمر إطلاق صواريخ «سكود» على أهداف إسرائيلية أثناء حرب الخليج في عام 1991، محمّلاً الدولة العبرية ونفوذها داخل الولايات المتحدة مسؤولية «كل مشاكل العرب».
ونفى صدام بعض «الخرافات الرائجة» عنه، مثل استخدامه لبديل يشبهه. وقال إنه يستطيع تذكر استخدام الهاتف مرتين فقط منذ 1990، بما أنه كان يتواصل عبر مبعوثين.
(رويترز)