strong>يبدو أن الأحداث في شمال غرب الصين تطوّرت أكثر من المتوقع، فالاعتقالات بالجملة والتدابير التي اتخذتها الدولة لم تحل دون اضطرار الرئيس هو جينتاو إلى قطع مشاركته في قمّة الثماني
قطع الرئيس الصيني هو جينتاو، أمس، زيارته إلى إيطاليا، التي كان من المرتقب أن يشارك خلالها في اجتماع الدول الثماني الكبير. وعاد جينتاو إلى الصين بسبب الاضطرابات التي تشهدها منطقة شينجيانغ شمال غرب البلاد، التي تسكنها غالبية من إثنية الأيغور المسلمة. ووصل هو إلى الصين صباح أمس «في ضوء الوضع الحالي في شينجيانغ»، حسبما جاء في بيان لوزارة الخارجية على موقعها على الانترنت. ورأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة هونغ كونا، جان بيير كابيستان، أن قرار الرئيس الصيني عدم حضور القمة وتأجيل زيارته المتوقعة إلى البرتغال «غير مسبوق». وأضاف «لم أرَ رئيساً صينياً من قبل يختصر رحلته إلى الخارج. فهم لا يريدون أبداً أن يعلم أحد أن هناك أي إشارات على الخوف ولكن هناك قلق واضح». وتابع أن «ذلك يظهر أنه لا يمكن اتخاذ قرارات مهمة بدونه، فهو الرابط الوحيد بين القوة المدنية والعسكرية».
وكان هو قد وصل إلى روما يوم الأحد الماضي في زيارة دولة بناءً على دعوة من الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو، وكان مقرراً بقاؤه لحضور قمة مجموعة الدول الثماني التي بدأت أمس. وأفاد موقع صحيفة «تشاينا دايلي» بأن عضو مجلس الدولة داي بينغوو سيشارك في قمة مجموعة الدول الثماني نيابة عن الرئيس الصيني في مدينة لاكويلا الإيطالية.
ومن بكين، حث كبير مسؤولي الشرطة الصينيين على عدم التساهل في معاقبة المشاركين في أعمال الشغب التي شهدتها مدينة أورومتشي عاصمة إقليم شينجيانغ. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن عضو مجلس الدولة الصيني ووزير الأمن العام منغ جيان تشو، قوله خلال زيارة الجرحى الذين أصيبوا خلال أعمال الشغب، إن الأدلة أثبتت أن أعمال الشغب من تدبير انفصاليين خارج البلاد. وأكد أن الصين تناضل من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية ضد النزعة الانفصالية.
في هذا الوقت، توعد زعيم الحزب الشيوعي في أورومتشي، لي جي، بإنزال عقوبة الإعدام بأي شخص تثبت إدانته بجريمة القتل في الاضطرابات الدموية. وقال، في مؤتمر صحافي، إن أي شخص يدان بجريمة القتل في الاضطرابات التي وقعت أخيراً ستنزل به عقوبة الإعدام. وأضاف أن «هؤلاء الذين قتلوا آخرين بوحشية خلال الأحداث سيعاقبون بالإعدام».
وفي السياق، أعلن رئيس بلدية اورومتشي، جيرلا عصام الدين، أن الوضع تحت السيطرة. وقال للصحافيين المحليين والأجانب إن أورومتشي «تحت القيادة الصحيحة للجنة الحزب الإقليمية والحكومة، والوضع الآن تحت السيطرة».
وفي التعليقات على الأحداث، دعت تركيا الصين إلى ضبط النفس في التعامل مع الاضطرابات، معتبرةً أنه لا يمكن «أن نظل غير مبالين» لمحنة المنطقة الناطقة بالتركية من مسلمي الأيغور.
وقال وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو، في مؤتمر صحافي في اسطنبول، «الأيغور هي مجموعة من إخوتنا في العرق، مصيرهم يعنينا». وقال «هناك حالة إنسانية تتطلب اهتمام العالم. إنه أمر غير وارد بالنسبة لتركيا أن تبقى غير مبالية». ومن جانبها اتهمت الصحف التركية الصين بإطلاق «مجزرة» ضد الأيغور، ودعت الحكومة التركية إلى التحرك.
وبدوره، قال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني، إن على أوروبا اتخاذ موقف موحّد إزاء ما يجري في الصين، داعياً إلى أن يكون حق التظاهر محترماً. وقال «ذكرنا بكل وضوح أننا نعرب عن قلقنا إزاء العنف الدائر، وبالطبع نأمل أن تعود جميع الأطراف إلى سبيل السلام». وأضاف «نطلق نداءً قوياً كي يكون حق التظاهر محترماً. هذا هو صوت أوروبا الموحّد ومن الواضح أن إيطاليا تلتزم به».
(يو بي آي، ا ف ب، رويترز)