احتشد المئات من مسلمي الإيغور في مسجد واحد على الأقل، أمس، في مدينة أورومتشي عاصمة إقليم شينجيانغ، التي تشهد أعمال شغب ارتفعت حصيلتها الرسمية إلى 186 قتيلاً، فيما تتحدث المعارضة الإيغورية عن آلاف القتلى.وكانت مساجد في منطقة أورومتشي، حيث تسكن غالبية من الإيغور قد علقت لافتات تفيد بإلغاء الصلاة. وقالت مجموعة من الإيغور أمام مسجد (جسر دونج كوروك) الكبير إنهم غاضبون ومحبطون لأن المسجد لم يفتح أبوابه.
وكُتب على لافتة عُلّقت على باب مسجد جويوان القريب: «تنفيذاً لتعليمات جهات عليا، ستُعلَّق الصلاة اعتباراً من اليوم. وأي شخص يرغب في الصلاة فليتفضل بالصلاة في منزله».
وكما كان متوقعاً، فرقت شرطة مكافحة الشغب الصينية تجمّعاً احتجاجياً صغيراً نظمه الإيغور بعد صلاة الجمعة في حيّ بمدينة أورومتشي، وألقت القبض على خمسة أو ستة أشخاص.
في هذا الوقت، رأت المعارِضة الصينية الأويغورية ربيعة قدير، التي تترأس مؤتمر الأويغور العالمي، أن آلاف الأشخاص ربما كانوا قد قتلوا في أعمال العنف الأخيرة التي شهدها إقليم شينجيانغ. وقالت إن من الصعب الحصول على حصيلة شاملة للاضطرابات. وأوضحت، في مؤتمر صحافي في مقر الكونغرس في واشنطن حيث تقيم، أنه «بحسب معلومات غير مؤكدة حُصل عليها ميدانياً، تجاوز العدد (القتلى) الآلاف، والبعض يتحدثون عن ثلاثة آلاف»، مؤكدة حصول «مذابح جماعية في مدن مختلفة، كما في كاشغار». ولفتت إلى اعتقال خمسة آلاف شخص آخرين.
بدورها، ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة نقلاً عن الحكومة المحلية (بالتوقيت المحلي) أن حصيلة ضحايا الاضطرابات في شينجيانغ ارتفعت إلى 184 قتيلاً.
وعلى مستوى التعليقات، رأى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن الاضطرابات التي جرت في إقليم شينجيانغ الصيني، الذي تقطنه غالبية من الأويغور المسلمين الناطقين بالتركية، تمثّل «نوعاً من الإبادة».
وقال أردوغان، في مؤتمر صحافي في أنقرة لدى عودته من إيطاليا حيث حضر اجتماع مجموعة الثماني، إن «الأحداث التي وقعت في الصين نوع من الإبادة، ولا طريقة أخرى للتعليق على هذه الأحداث». وأضاف: «تحدث هناك فظاعات، قُتل مئات الأشخاص وأُصيب ألف. نجد صعوبة في فهم كيف يمكن أن تقف الصين متفرجة حيال هذه الأحداث».
وأعرب أردوغان عن الأسف لإغلاق مساجد شينجيانغ وحرمان مسلميه من صلاة الجمعة. ودعا بكين إلى ملاحقة مرتكبي أعمال العنف الذين أشعلوا المنطقة. وقال: «نريد أن تعكف الإدارة الصينية على قضية حقوق الإنسان وأن تقوم باللازم لمحاكمة الجناة».
وتدعم أنقرة السيادة الصينية على شينجيانغ، لكن تربطها علاقات ثقافية بالأويغور، وهم أكبر أقلية قومية في شينجيانغ.
وفي تركيا أيضاً، خرج الآلاف من الأتراك والمغتربين الأويغور إلى الشوارع في أنحاء تركيا عقب صلاة الجمعة احتجاجاً على أعمال العنف في شينجيانغ وأحرقوا الأعلام والمنتجات الصينية.
وبدوره، قال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي باراك أوباما، العميد جيمس جونز، حث زعماء الصين على «ضبط النفس» في التعامل مع الاضطرابات في إقليم شينجيانغ.
(أ ف ب، رويترز، شينخوا)