خاص بالموقعبول الأشقر
أعلن رئيس الأمر الواقع في هندوراس، روبيرتو ميتشيليتي، استعداده للتنحّي عن منصبه شرط عدم عودة الرئيس المخلوع مانويل زيلايا. وقال، أول من أمس، لمجموعة من الصحافيين «إذا كان ذلك (قرار التنحّي) في لحظة ما يفيد قضية السلم والطمأنينة في البلد، وذلك دون عودة ـــــ أكرر دون عودة ـــــ الرئيس السابق زيلايا، فأنا مستعد للقيام بذلك». وأوضح أن اقتراح التنحّي المشروط قد سبق أن قدّمه وفد هندوري خلال وجوده في الولايات المتحدة، دون أن يعطي تفاصيل لمن قدّم العرض، وإذا تبنّته الولايات المتحدة أو لا.

وأتى تصريح ميتشيليتي بعد ساعات من اجتماع لمندوبي منظمة الدول الأميركية عقد في واشنطن، أكد خلاله الأمين العام للمنظمة، خوسي ميغيل إنسولزا، أهمية «الاستمرار في الضغط للسماح بأن يعطي العمل الذي نقوم به ثماره»، في إشارةٍ إلى الوساطة التي يقودها الرئيس الكوستاريكي أوكار أرياس.

في غضون ذلك، وفي محاولة للحدّ من تحركات أنصار زيلايا، أعلنت حكومة الأمر الواقع العودة إلى نظام منع التجوّل ليلاً. وبررت القرار بـ«التهديدات المستمرة والمفتوحة من قبل بعض المجموعات التي تحاول خلق حالة من الشغب والفوضى»، في إشارةٍ إلى أنصار زيلايا الذين قاموا بقطع الطرق خلال اليومين الماضيين، في محاولة للضغط على المصالح الاقتصادية المؤيّدة للانقلاب.

وكانت «الجبهة الوطنية لمقاومة الانقلاب»، التي تضم جميع النقابات والحركات المؤيّدة للرئيس زيلايا، قد قررت «تنظيم عمليات قطع الطرق ومنع الوصول إلى المدن الأساسية وإلى نقاط الجمارك على الحدود».

وفي السياق، أوضح زعيم الفلاحين، رافائيل أليغريا، أن «التحرك سيجري سلمياً». وقال «نتمنى عدم لجوء نظام الأمر الواقع إلى القمع»، رامياً مسؤولية تعميق الأزمة الاقتصادية في البلد على عاتق الانقلابيين بقوله: «من بيده حلّ المشكلة الواقعة في البلد هو السيد روبيرتو ميتشيليتي، هم رجال الأعمال والعسكر الذين ولّدوا هذا المأزق الضخم قبل 18 يوماً».

بدوره، أعلن الزعيم العمالي، أحد أبرز منسّقي التحرك، إسرائيل ساليناس، أن «النقابات الحكومية تخطط لمسيرات كبيرة خلال هذا الأسبوع...». وأوضح أن النشاط يشمل احتلال «نقاط استراتيجية» والتظاهر. وأشار إلى أن الزعماء النقابيين يتحاورون مع جمعيات رجال الأعمال لضمان «تجميد هادئ للنشاطات». وكشف أن مجموعات مؤيّدة في السالفادور ونيكاراغوا «ستحاول من جهتها، تضامناً مع الشعب الهندوري، قطع نقاط الوصول إلى الحدود».

من جهةٍ ثانية، صدر، أول من أمس، استطلاع جديد للرأي أجرته منظمة «غالوب»، في الأيام الأولى بعد وقوع الانقلاب، أظهر أن شعبية الرئيس المخلوع زيلايا لا تزال أعلى من شعبية ميتشيليتي، على الرغم من تراجعها بضع نقاط. ونال زيلايا 46 في المئة من التأييد مقابل 44 في المئة من التنديد، فيما نال ميتشيليتي 30 في المئة من التأييد مقابل 49 في المئة من التنديد. ومقارنةً مع استطلاع مماثل أجري في شهر شباط، تبيّن أن شعبية الرئيس المخلوع تراجعت سبع نقاط، فيما زادت شعبية الرئيس الانقلابي بالنسبة نفسها.