المحافظون يهاجمون رفسنجاني: يساند الخارجين على القانونلم يجد أسفنديار رحيم مشائي أمامه إلا الاستقالة، لحفظ ماء الوجه، على طريقة «أُحرج فأخرج»، بعدما سبّب هجوماً عنيفاً على الرئيس محمود أحمدي نجاد، من داخل معسكره
أعلن النائب الأول للرئيس الإيراني، اسفنديار رحيم مشائي، أمس، تخلّيه عن تولّي مهمات هذا المنصب، الذي عيّنه فيه الرئيس محمود أحمدي نجاد الأسبوع الماضي، بسبب موجة الانتقادات التي تعرّض لها الأخير، حتى من داخل معسكره، على خلفيّة تصريحات كان قد رأى فيها مشائي أن إيران «صديقة الشعب الإسرائيلي». ونقلت محطة تلفزيون «برس تي في» الرسمية
، عن وكالة أنباء «بانا» المموّلة من وزارة التعليم الإيرانية، أن مشائي، الذي تربطه بنجاد قرابة عائلية، «استقال بعد ثلاثة أيام من تعيينه».وكان عضو مجلس خبراء القيادة الإيرانيّة، السيد أحمد خاتمي، انتقد أمس نجاد بسبب تعيينه مشائي، قائلاًً «إن هذا التعيين تحدٍ لأعضاء مجلس الخبراء والبرلمان»، الذي كان قد انتقد تصريحات مشائي في تموز 2008، التي قال فيها إن «إيران اليوم هي صديقة الشعب الأميركي والشعب الإسرائيلي. ما من أمة في العالم هي عدوتنا وهذا فخر لنا». واضطر يومها المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي إلى التدخل، مندداً بهذا التصريح، وأمر بوضع حدّ للسجال الذي أثاره.

الرئيس الجديد لهيئة الطاقة الذريّة يؤكد انتهاء النقاش في الملف النووي
ونقلت صحيفة «اعتماد مللي» الإصلاحيّة عن خاتمي قوله «يبدو أن هذا التعيين (سيكون) مصدر توتر بالنسبة إلى الحكومة».
وفي السياق، طلب رئيس كتلة نواب رجال الدين في البرلمان، محمد تقي رهبر، تدخل المرشد الأعلى لإقالة مشائي، حسبما ذكرت «اعتماد مللي».
من جهته، أعلن مدير صحيفة «كيهان»، حسين شريعتمداري، أنه «من الضروري إلغاء تعيين مشائي احتراماً للشعب المحافظ» الوفي لمبادئ الثورة الإسلامية.
وأضاف شريعتمداري، في افتتاحيته في الصحيفة المحافظة القريبة من المرشد، «إن الكثير من الأشخاص المقرّبين من الرئيس وكذلك الشعب الذي يدعمه، قلقون ويعارضون تعيين رحيم مشائي».
من جهة ثانية، اتهم شريعتمداري، رئيس مجلس الخبراء الإيراني علي أكبر هاشمي رفسنجاني بمساندة «الخارجين على القانون»، في إشارة إلى المتظاهرين المعارضين. وقال إن رفسنجاني لم يفعل شيئاً ليمنع أنصار رئيس الحكومة الأسبق مير حسين موسوي من التجمّع داخل جامعة طهران وخارجها، حيث أقيمت صلاة الجمعة الأخيرة، بإمامة رئيس مجلس الخبراء، وحضور الرئيس السابق محمد خاتمي والمرشّحين الخاسرين في الانتخابات الرئاسية، موسوي ومهدي كروبي.
وجاء في المقال الافتتاحي أن «السيد رفسنجاني لم يتجاهل فحسب ما قاله (عن ضرورة الالتزام بالقانون)، لكنّه أيّد بصراحة الخارجين على القانون، واستغل في الوقت نفسه كل فرصة متاحة للتشكيك في نتيجة الانتخابات».
من ناحيته، رفض عضو مجلس الخبراء، آية الله محمد يزدي، تعليقات رفسنجاني، قائلاً في مؤتمر صحافي، «من الذي زرع الشك في الانتخابات في أذهان الناس؟ أليس هذا زرع للشقاق؟». ونقلت وكالة «فارس» الرسمية للأنباء عنه قوله «هؤلاء الذين زرعوا الشك في المجتمع، وهؤلاء الذين رووا بذرته ليجعلوها تنبت من تحت الأرض وتخرج إلى الشوارع لتعتدي على حياة الناس وممتلكاتهم، يجب التعامل معهم بالقانون».
وكان رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، التقى أول من أمس، في مدينة مشهد في ولاية خراسان الشرقية، عدداً من رجال الدين، موضحاً أن الهدف من اللقاء «بحث قضايا البلد الحالية».
في هذه الأثناء، أصدر خامنئي بياناً عيّن بموجبه محمد علي آل هاشم رئيساً لمنظمة التوجيه العقائدي والسياسي في الجيش الإيراني، حسبما أفادت وكالة «مهر» للأنباء.
من جهة أخرى، قال الرئيس الجديد لهيئة الطاقة الذرية الإيرانية، علي صالحي، إن المنظمة ستبقى ملتزمة بواجباتها الدولية، مضيفاً أن المنظمة «بقدر ما تدافع عن الحقوق المشروعة لإيران في الموضوع النووي، فإنها ستبقى ملتزمة بواجباتها الدولية».
ونقلت وكالة أنباء «إسنا» الإيرانية عن صالحي قوله إن «النقاش التقني والقانوني في ملف إيران النووي انتهى، وبالتالي لا حاجة إلى إبقائه مفتوحاً».
على صعيد آخر، أعلن محامي الموظف الإيراني التاسع، من بين الموظفين الذين يعملون لدى السفارة البريطانية، والذين اعتقلوا خلال الأحداث الأخيرة، أنه أُفرج عنه بكفالة، لكنه سيُحاكم لاحقاً بتهمة نشاطات ضد الأمن القومي.
إلى ذلك، حكمت السلطات الإيرانية بالإعدام على عنصرين آخرين من مجموعة «جند الله» بقيادة عبد المالك ريغي، بعد أيام على إعدام 13 عنصراً من الجماعة، وذلك بتهمة التورّط في الإرهاب، حسبما أعلن رئيس القضاء في محافظة سيستان بلوشستان.
(أ ف ب، يو بي آي، مهر، رويترز)