أدى نشر كولومبيا شريطاً مصوّراً يظهر فيه أحد مسؤولي منظمة «الفارك» معترفاً بتقديم الدعم للرئيس الإكوادوري، رافييل كوريا، خلال حملته الانتخابية الأولى، إلى تفجير أزمة جديدة في العلاقات بين البلدين.والشريط، الذي تبلغ مدته 16 دقيقة، ويعود تاريخه إلى آذار من العام الماضي، يتضمن اعترافات لأحد كبار زعماء «الفارك» الملقب بالـ«مونو جوجوي» أمام 250 كادراً من المنظمة، بتقديم دعم مادي لكوريا، وحصول اجتماعات بين الحركة ومندوبيه.
ويظهر جوجوي في الشريط، الذي حصل الجيش الكولومبي عليه خلال مداهمة منزل مسؤولة من «الفارك» في العاصمة بوغوتا قبل شهرين، وهو يقول: «دعم بالدولارات لحملة كوريّا واجتماعات لاحقة مع مندوبيه، بما فيه بعض الاتفاقات كما تدل الوثائق المتوافرة لجميعنا».
ويأتي نشر خطاب جوجوي في لحظة محرجة لكوريّا، الذي يحاول منذ أسابيع إطفاء فضيحة تورط بها شقيقه باتريسيو في عقود غامضة مع الدولة. وكوريّا، الذي يقاضي كولومبيا أمام المحاكم الدولية لمهاجمتها الأراضي الإكوادورية وتسبّبها بمقتل مواطن إكوادوري خلال غارة في آذار الماضي، نفى دائماً أي علاقة قريبة أو بعيدة بمنظمة «الفارك»، التي وصفها مراراً بـ«الإرهابية».
وعمد كوريّا فور توزيع الشريط على وسائل الإعلام الكولومبية إلى الطلب من اللجنة التي تحقق بالغارة ضمّ موضوع تمويل حملته الانتخابية الأولى إلى صلاحياتها. واستغل برنامجه الإذاعي الأسبوعي لينتقل من الدفاع إلى الهجوم، ونسب توقيت توزيع الشريط إلى «حملة منهجية يقوم بها اليمين الإقليمي لزعزعة استقرار الحكومات التقدمية، مستعيناً بكل وسائله وأسلحته ومنها وسائل الإعلام». ورأى أن «ما يحصل في هندوراس ليس بحادث معزول». وذكّر بأن حملته سبق أن اتُّهِمت بأن «(الرئيس الفنزويلي) هوغو تشافيز قد موّلها، ثم مافيات المخدّرات والآن منظمة الفارك»، مؤكداً أنه «لا يعرف أحداً في هذه المنظمة». وأشار إلى أن «ما فشلوا في تحقيقه في صناديق الاقتراع يحاولون الآن (تحقيقه) من خلال الكذب والتشهير».
(الأخبار)