strong>ألقى الخلاف القديم المتجدّد بين بيونغ يانغ وواشنطن، بظلاله على مناقشات الاجتماع الأمني لمنظمة «آسيان»، حيث حفل قاموس تبادل الاتهامات بكلمات طارئة على السياسة الدوليّة
وجّهت كوريا الشمالية أمس انتقادات حادة إلى وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، التي اتّهمت الكوريين الشماليين بأنهم يتصرفون مثل «مراهقين عنيدين»، وذلك خلال منتدى رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) حول الأمن، في جزيرة فوكيت بتايلاند.
ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية عن متحدث باسم وزارة الخارجية قوله إن كلينتون «تدلي بالكثير من التصريحات الفظة التي لا تتناسب مع منصبها، وذلك أينما حلت ومنذ أدائها اليمين الدستورية».
وأشارت الوكالة إلى تصريحات أدلت بها كلينتون في وقت سابق من الأسبوع الحالي، قالت فيها إن سلوك كوريا الشمالية وإجراءها تجارب صاروخية في الآونة الأخيرة، «يشبه سلوك المراهق العنيد، الذي يسعى إلى لفت الأنظار»، فيما رأى المتحدث الكوري أن تلك التصريحات «تظهر أنها (كلينتون) غير ذكية على الإطلاق». وأضاف: «لا يسعنا سوى النظر إلى السيدة كلينتون على أنها امرأة مضحكة لأنها تحب ترديد مثل هذه العبارات من دون اعتبار للمبادئ الأولية لآداب السلوك في المجتمع الدولي. أحياناً تبدو كتلميذة في الابتدائية، وأحياناً كمتقاعدة في جولة للتسوق».
وتابع المتحدث: «نرى أن بإمكانها الإسهام بقدر يسير في تنفيذ السياسة الخارجية للإدارة الأميركية بصفة وزيرة للخارجية حين تفهم أولاً العالم»، مضيفاً أن «كل من يدلي بتصريحات في غير مكانها، عليه أن يتحمل مسؤولية ذلك».
وكانت كلينتون قد أعلنت، خلال اجتماع «آسيان»، أنه لا يزال ممكناً تقديم عرض للدولة الشيوعية، يقوم على تزويدها بالطاقة وبمساعدات اقتصادية في مقابل تخلّيها تماماً عن السلاح النووي. وأوضحت قائلة: «باختصار نهجنا يقوم على عزل كوريا الشمالية وممارسة ضغوط كبيرة لإرغامها على تغيير سلوكها، وتقديم مسار بديل يخدم مصالح الجميع».
وأضافت كلينتون: «يمكن المنتدى الإقليمي لآسيان أن يؤدي دوراً مهماً في تحقيق هذه النتيجة وأن يستمر في العمل بهمة لتنفيذ القرار الرقم 1874. ويعني هذا عدم السماح لسفن كوريا الشمالية بدخول أي من نقاط الشحن والتعاون لتنفيذ العقوبات المالية على الكيانات المحددة التي تدعم جهود كوريا الشمالية الرامية لامتلاك أسلحة نووية».
وعن «العرض الشامل» الذي تحدثت عنه كلينتون بشأن كوريا الشمالية، قال مندوب كوريا الشمالية لدى المنتدى الأمني، ري هونغ سيك: «بعدما سمعت عن العرض الشامل، لا يسعني سوى أن أقول إنه في الأساس كلام فارغ»، مؤكداً أن بلاده لن تستأنف الحوار مع واشنطن حتى تتخلى عن «سياستها العدائية المتأصلة». وقال إن المفاوضات السداسية بشأن برنامج بيونغ يانغ النووي «في حكم الميتة أصلاً».
في غضون ذلك، رفضت «آسيان» الدعوة الأميركية للنظر في استبعاد ميانمار، بسبب اعتقال المجلس العسكري زعيمة المعارضة، أونغ سان سون تشي، ومحاكمتها.
وقال رئيس الوزراء التايلاندي، ابيسيت فيجاجيفا، بوصفه الرئيس الحالي للرابطة: «في الوقت الذي نسعى فيه لتحقيق الهدف نفسه، لا يمكننا أن نتبنى السياسة نفسها».
(رويترز، أ ف ب, يو بي آي)