strong>صعّد خطيب جمعة طهران، أحمد خاتمي، أمس من ضغوط المحافظين على الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، لإقالة نائبه الأول رحيم مشائي، مطالباً إياه بالانصياع لإرادة المرشد في أسرع وقت
يبدو أن تمسك الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بتعيين نائبه الأول رحيم مشائي رغم اعتراض المرشد علي خامنئي سيزيد من خلافاته مع رجال الدين الإيرانيين المحافظين. فبينما أصدر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد سلسلة من التعيينات لكبار مساعديه أمس، من ضمنها مشائي، الذي وصف بأنه «ملتزم بعمق ووعي بنهج الولاية»، انتقد خطيب الجمعة أحمد خاتمي، أمس نجاد لتمسكه بمشائي، وطالبه بإقالته تنفيذاً لرغبة المرشد.
وقال خاتمي «نحن ندعم الرئيس، لكننا لم نقل على الإطلاق إنه لا يخطئ». وأضاف «كنا نتمنى ألّا تصل (القضية) إلى هذا الحد ...»، «والآن بعدما أفصح المرشد الأعلى عن رأيه، لم يعد ثمة مجال للتردد»، حاضّاً نجاد على «تلبية رغبة (المرشد) في أسرع وقت». وغمز من قناة نجاد قائلاً إن «الحكومة الجديدة ستحرز شرعيتها بحكم التنفيذ الذي سيصدر عن قائد الثورة»، معتبراً أن «هذا لا يعني أن الحكومة منزّهة عن العيوب والقصور».
وفي سياق متصل، أفادت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية «ايسنا» أن مجموعة من الطلاب نظمت تظاهرة أمس في العاصمة لمطالبة نجاد بالانصياع لقرار المرشد، وهتفت «طاعة القيادة! هذا هو شعار الأمة».

خطيب جمعة طهران: نحن ندعم الرئيس لكننا لم نقل على الإطلاق إنه لا يخطئ
كما تطرق خاتمي، في خطبته إلى الأوضاع الداخلية في البلاد، موضحاً أن الأعداء بصدد خلق فتن في عدة مواقع في النظام الإسلامي من خلال استهداف ولاية الفقيه، وثقافة مناهضة الاستكبار، والوحدة الوطنية، والأمن في البلاد. وتعهد الدفاع عن «الولي الفقيه حتى آخر نفس وآخر قطرة دم». واتهم بعض أعضاء المقارّ الانتخابية، استناداً إلى أقوال وزير الأمن، بإجراء اتصالات مع سفارات أجنبية خلال الأشهر الماضية، وتحديداً السفارة البريطانية، مبدياً أسفه لذلك.
كما اتهم خاتمي البعض منهم بالطلب من الولايات المتحدة أن تؤجل المحادثات مع إيران إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية، وتوجه إليهم بالقول «المحادثات مع أميركا لا تمثل امتيازاً لأن أميركا لا تفكر إلّا في أهدافها ومصالحها»، ودعاهم إلى «التفكير في مصلحة شعبنا». وأشار إلى محاولة الأعداء استهداف الوحدة الوطنية، ورأى أن جميع المرشحين في الانتخابات رصيد للثورة. وأكد أن الأعداء استهدفوا أيضاً الأمن في البلد.
ومن أبرز التعيينات التي أصدرها نجاد أمس في مرسوم نشرته رئاسة الجمهورية، تعيين برويز داودي مستشاراً أعلى، ومجتبى ثمره هاشمي مساعداً أعلى، وتعيين رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيراني، علي أكبر صالحي مساعداً ثانياً للرئيس.
ووصف نجاد في قرار التعيين أمس مشائي بأنه «إنسان مؤمن وملتزم بوعي وعمق بنهج الولاية ومبادئ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وخادم مقتدر وصديق للشعب الإيراني العزيز والمؤمن».
في غضون ذلك، واصل مئات من الأشخاص، بعضهم مضرب عن الطعام، التظاهر أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك لليوم الثاني على التوالي للمطالبة بإطلاق سراح السجناء السياسيين في إيران. وأوضح الصحافي الإيراني المعارض، أكبر غانجي، أن المتظاهرين سيبعثون «برسالة إلى الأمين العام للأمم التحدة بان كي مون، يطالبونه فيها بالتوجه إلى إيران كي يرى بأم العين الشروط التي يعتقل فيها السجناء السياسيون، ويتمكن من ممارسة ضغط على الحكومة الإيرانية كي تطلق سراحهم».
من جهةٍ ثانية، قال وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، أمس أن إيران لاعب رئيسي في الجهود الرامية لحل القضايا العالقة في أفغانستان. ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية «أكي» عن فراتيني قوله، في مقابلة أجراها مع صحيفة «لافانتي» الإيطالية، أن «إيران لاعب رئيسي في المنطقة، وقوة إقليمية لديها الكثير للقول في قضايا أفغانستان بدءاً من مكافحة الاتجار بالمخدرات».
(أ ف ب، ارنا، مهر، ايسنا، يو بي آي)