خاص بالموقعبول الأشقر
كان بوسع الرئيس الهندوري مانويل زيلايا أن يقول على وزن ما قاله يوليوس قيصر: «أتيت، صرّحت وانسحبت»، بعدما نجح نهار الجمعة الماضي في الدخول إلى الأراضي الهندورية والبقاء فيها لدقائق مع أنصاره تحت أنظار الصحافة العالمية والتراجع إلى الطرف النيكاراغوي من الحدود بعد إعلان حكومة الأمر الواقع أنها أمرت فرق الجيش باعتقال الرئيس المخلوع.

وبعد عودته إلى نيكاراغوا، أعلن زيلايا أنه يقيم مخيماً هناك سيمكث فيه أياماً بانتظار لقاء أصدقائه وعائلته، فيما يرجح أن يلتقي غداً مجدداً وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في الولايات المتحدة.

وكان مانويل زيلايا قد وصل إلى الحدود، محاطاً بوزير خارجية فنزويلا نيكولاس مادورو، وعشرات من مستشاريه ومئات من أنصاره. وتقدم باتجاه الحدود، حيث كانت تنتظره فرق من الشرطة والجيش. وصافح أحد الضباط، طالباً منه أن يوصله بقيادة الجيش «لأنها هي من يحكم البلد فعلياً ولأني أريد أن أدخل هندوراس دخولاً غير عنفي». وفي أحد تصاريحه، قال زيلايا «إن موقف الرئيس أوباما صارم وواضح، ولكنّ هناك أناساً مثل أوتو رايخ (الذي قاد السياسة الأميركية في وزارة الخارجية في ولاية جورج بوش الأولى والذي سعى إلى حشد الدعم لمحاولة الانقلاب ضد تشافيز في عام 2002)، وشيوخ جمهوريين يؤيدون الانقلاب». وأكد أن لديه دلائل عن دور صقور أميركيين في الانقلاب و«سأبرزها للرئيس أوباما عندما ألتقيه».

من الطرف الثاني من الحدود، كان آلاف من أنصاره، وبينهم زوجته ووالدته وأولاده يحاولون ملاقاته. وبعدما مرّوا على حواجز الشرطة، التي كانت تكتفي بتفتيش السيارات، اصطدموا بحواجز الجيش، التي كانت قد تلقّت أوامر بمنع المرور، بعدما أعلنت حكومة الأمر الواقع فرض حالة منع تجول دائم في المنطقة، ونشبت مواجهات بين الطرفين أدت إلى وقوع جريحين في صفوف المتظاهرين. وقد نجح المئات من أنصار زيلايا في المرور من الجبال المحيطة، فيما رفضت زوجته الطائرة التي وضعتها حكومة الأمر الواقع في تصرفها لنقلها إلى نيكاراغوا.

وعلى صعيد المواقف الدولية، صرحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، بأن «خطوة زيلايا (التي ستلتقيه غداً) متهورة، وما زلنا ننتظر موافقة الطرفين على خطة الرئيس (الكوستاريكي أوسكار) أرياس، وهو المنحى الذي تؤيده الولايات المتحدة». وقال الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية، خوسي ميغيل إنسولزا، إن «قرار زيلايا بالعودة سابق لأوانه، فنحن ما زلنا في وسط مواجهة لا ندري إلى متى تستمر».

وانتقد الرئيس المؤقت للجمعية العامة للأمم المتحدة النيكاراغوي، ميغيل ديسكوتو، تصريح كلينتون، قائلاً «آسف لهذا التعليق، بالنسبة لي إنه قرار سليم وبطولي». وتهكم الزعيم الكوبي فيديل كاسترو على كلينتون. وكتب «فيما ننتظر الكلمة الأخيرة للشعب الهندوري، علينا أن نكون حقّاويين ونطالب بجائزة نوبل للسيدة كلينتون لأن وساطة أرياس كانت فكرة يانكي عبقرية سمحت بكسب الوقت وبترسيخ الانقلاب وبإحباط المنظمات الدولية التي أيّدت زيلايا».

من جهة أخرى، صدر عن قمة رؤساء منظمة ميركوسور، التي عقدت نهار الجمعة في الباراغواي موقف قوي، إذ أكدوا أنهم «لن يعترفوا بالفائز بالانتخابات المقبلة في هندوراس إذا صدرت الدعوة عن الانقلابيين». وتغيّب عن هذه القمة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، لأنها لم تدعُ الرئيس زيلايا لحضورها حسب مصادر مطلعة.