ظهرت في حكومة الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أمس خلافات جديدة بسبب تداعيات مسألة تعيين ثم استقالة اسفنديار رحيم مشائي من منصب النائب الأول للرئيس. وقدم وزير الثقافة والإرشاد، محمد حسين صفار هرندي، استقالته من منصبه، وذلك قبل أسبوع من انتهاء ولاية الحكومة. وذكرت محطة «برس تي في» أن هرندي بعث برسالة إلى الرئيس يعلن فيها استقالته من منصبه، قائلاً إنه لن يحضر إلى الوزارة بعدما أبلغه نجاد «شفهياً» أمس إقالته من منصبه وتعيين مشرف على الوزارة، ثم إعلان نجاد التراجع عن الإقالة.على صعيد آخر، قال القيادي الإصلاحي المعارض، مير حسين موسوي، إن «أربعين الأحداث الحزينة»، الذي سيُقام الخميس تخليداً لذكرى المتظاهرين الذين قُتلوا خلال حركة الاحتجاج على إعادة انتخاب نجاد، يمثّل «اختباراً» للحكومة. وقال موسوي، على موقعه على الإنترنت: «إننا نريد اختبار الحكومة. لن تُلقى خطب، نريد فقط استخدام المصلّى الأكبر في طهران الذي أُنفقت عليه مئات ملايين الدولارات»، مخاطباً السلطات بقوله: «دعونا نجتمع ونتلُ القرآن». وأكد أن «المسار المطالب بالإصلاح سيستمر».

سولانا غير متفائل باستئناف المحادثات... وطهران تحتجّ لدى الرياض على معاملة الحجاج
في هذه الأثناء، أمر رئيس القضاء الإيراني، آية الله محمود هاشمي شهرودي، أجهزته بأن يبتّ خلال الأسبوع الجاري مصير الأشخاص الموقوفين خلال تظاهرات المعارضة، حسبما أفاد المتحدث باسمه، علي رضا جمشيدي. كذلك ألّف مجلس الشورى الإيراني، الذي يسيطر عليه المحافظون، لجنة خاصة لمتابعة أوضاع الموقوفين.
وفي السياق، ألغت إيران ترخيص صحيفة «صوت العدالة» بحجة الإساءة إلى الإمام الخميني والتشكيك بأساس نظام الجمهورية الإسلامية.
في غضون ذلك، أعرب ممثل السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، عن تفاؤله المحدود بإمكان استئناف سريع للمحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني بسبب الوضع الداخلي المتأزم في إيران. وقال: «لا أعتقد أنه سيكون هناك جواب في الوقت الحالي على العرض الذي قدم لإيران في نيسان» بشأن برنامجها النووي.
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، حسن قشقاوي، إن «إيران وقّعت معاهدة حظر الانتشار النووي، ومن حقنا القيام بأنشطة نووية سلمية. لا مكان للأسلحة الذرية في قدراتنا الدفاعية». وكانت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، قد حذّرت إيران في حديث لشبكة «أن بي سي» قائلة: «إن ما نريده هو أن نوجه رسالة إلى من يتخذ هذه القرارات (في إيران) مفادها أنكم إذا كنتم تسعون إلى امتلاك أسلحة نووية بغرض التهديد واستعراض قوتكم، فلن ندع ذلك يحدث».
إلى ذلك، قال قشقاوي إن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي، طالب باستدعاء السفير السعودي لدى إيران «للإعراب عن انزعاج طهران»، بعد تسلمه تقريراً من ممثل الولي الفقيه في «مؤسسة الحج والزيارة» يؤكد سوء تعامل السلطات السعودية مع الزوار الإيرانيين.
(أ ف ب، إرنا، مهر، يو بي آي، رويترز)