ضيّقت قوات الأمن النيجيرية أمس الخناق على معاقل المتطرفين الإسلاميين، الذين يطلقون على أنفسهم اسم «طالبان نيجيريا»، بعد إطلاقها حملة أمنية مكثفة في شمال البلاد تهدف إلى القضاء على فلول الجماعة التي سبّبت اشتباكات دموية خلّفت أكثر من 300 قتيل، في غضون أربعة أيام.وقال مصدر في الشرطة، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن ما لا يقل عن 43 شخصاً قتلوا أمس بعد تجدّد المعارك في ولاية يوبي شمال نيجيريا، حيث تطارد قوات الأمن العناصر المتشددة.
وأوضح المصدر أن «43 شخصاً قتلوا حتى الساعة في هوان ملقى»، المنطقة القريبة من مدينة بوتيسكوم في ولاية يوبي، ما يرفع حصيلة ضحايا المواجهات إلى 300، يُعتقد أن معظمهم من أعضاء المجموعة التي تسعى إلى إقامة دولة إسلامية في شمال نيجيريا، وترى أساساً أن نظام التعليم الغربي فاسد، وفقاً لما أكده أحد الأعضاء في الجماعة، عبد المغني إبراهيم محمد، الذي قال «نحن لا نؤمن بالتعليم الغربي. إنه يفسد أفكارنا ومعتقداتنا. هذا هو سبب نهوضنا للدفاع عن ديننا».
في هذه الأثناء، قال شرطي آخر في مايدوغوري، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن «أكثر من ثلاثة آلاف شخص (معظمهم من المسيحيين) فروا من منازلهم في حي بيان ولجأوا إلى ثكن الجيش في مايمالاري»، في الوقت الذي جدد فيه الجيش محاولاته لسحق المتطرفين في معقلهم في مايدوغوري، حيث استأنف قصف مواقعهم بقذائف الهاون، بعدما قصف أول من أمس مسجداً ومنزلاً يعودان إلى الزعيم الروحي للجماعة، محمد يوسف، من دون أن تتمكن الشرطة من تحديد «ما إذا كان (يوسف) قد قُتل أو تمكّن من الفرار».
في غضون ذلك، أوضح أحد السكان أن القوى الأمنية تطارد عناصر جماعة «طالبان» المختبئين في غابة تبعد 20 كيلومتراً عن بوتيسكوم. وتحدّث عن قيام قوات الجيش والشرطة بتمشيط مدينة مايدوجوري بأسرها، والانتقال من منزل إلى منزل بحثاً عن أتباع يوسف. وقال إن المئات من أعضاء المجموعة تعرّضوا للاعتقال، فيما روى أحد الصحافيين إقدام الشرطة على إعدام 3 أشخاص بعد اعتقالهم وتجريدهم من أسلحتهم.
في المقابل، أشار أحد سكان المنطقة، ويدعى عبد الميميني حسن، إلى أن المعارك تواصلت طوال ليل أول من أمس. وأفاد عن سماع «أصوات طلقات نارية طوال الليل...». وأوضح أن إطلاق النار توقف عند الفجر قبل أن يمتد إلى حي أونغواني شامو حيث يوجد معقل للمتشددين.
وكان الرئيس النيجيري، عمر يارادوا، يؤكد أن قوات الأمن ستتعقّب فلول الجماعة، الذين هاجموا كنائس وسجوناً ومراكز للشرطة ومباني حكومية بالمناجل والسكاكين وبنادق الصيد والقنابل الحارقة. وقال إن قواته الأمنية على وشك إطلاق عملية أمنية فورية ستتركّز في ولاية بورونو للقضاء على «زعيم ما يسمّى جماعة طالبان، حيث يقيم مع أتباعه الذين انتقلوا بمعظمهم إلى المنطقة لإعداد الجهاد وإعلانه». وأكد أنه «جرى احتواء الوضع في ولايات بوتشي ويوبي. وأن الوضع السيئ يقتصر الآن على بورنو».
إلى ذلك، ندّد رجال دين مسلمون نيجيريون أمس بالمواجهات، معربين عن «أسفهم» لأنها «تضرّ بمسلمي البلاد».
(أ ف ب، رويترز)