موسوي شارك وكروبي بأربعين القتلى والشرطة الإيرانية تقر بـ«تجاوزات»تحوّلت ذكرى أربعين قتلى التظاهرات المناهضة لإعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد، أمس، إلى مواجهات، بعدما منعت الشرطة تجمعاً للمعارضة عند أضرحة الضحايا، وشنّت حملة اعتقالات في صفوف المشاركين
أصيب أمس عدد من المتظاهرين الإيرانيين من أنصار المرشحين الخاسرين الى الانتخابات الرئاسية، مير حسين موسوي ومهدي كروبي، في صدامات مع الشرطة التي فرّقت تظاهرة نفّذها المئات جنوب طهران واعتقلت العديد من المحتجين. وذكرت محطة «العالم» الرسمية أن شرطة مكافحة الشغب الإيرانية فرّقت مئات المتظاهرين الذين شاركوا في تظاهرة «غير مرخصة» في محيط مقبرة «جنة الزهراء» (بهشت زهراء) جنوب طهران، حيث يُدفن نحو 30 جثة لإيرانيين سقطوا خلال المواجهات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في 12 حزيران الماضي.
وأضافت محطة «العالم» أن صدامات بين الشرطة والمتظاهرين وقعت، ما أدى الى إصابة عدد من المشاركين الذين تجمّعوا لمناسبة مرور 40 يوماً على مقتل عدد من المحتجين على انتخابات الرئاسة. وطلبت الشرطة من موسوي فور وصوله الى المقبرة مغادرة المكان. بيد أن القيادي الإصلاحي نجح في الخروج من سيارته وسلوك الممر المؤدي الى قبر الشابة التي قتلت بالرصاص في 20 حزيران، ندا آغا سلطان، حسبما ذكر شاهد. ونقلت وكالة «اسوشيتد برس» عن بعض المتظاهرين إطلاقهم شعارات مثل «ندا حيّة ونجاد ميت»، فيما صرخ بعض المشاركين في قمع التجمّع «الموت لمن يقفون ضد ولاية الفقيه». وسجلت حالات إحراق مستوعبات للنفايات في بعض الشوارع.

خاتمي: لا يكفي إغلاق مركز اعتقال والقول انه لا يطابق المعايير
وقال شاهد عيان إن القوى الأمنية «لم تسمح لموسوي بتلاوة الآيات القرانية كما هي العادة في هذه المناسبة وطوّقته مباشرة شرطة مكافحة الشغب التي ردّته الى سيارته»، التي «طوّقها المتظاهرون كي لا يغادر المكان، وبدأت الشرطة بدفع المتظاهرين، بعدها غادر موسوي».
وذكر شهود عيان أن المتظاهرين رشقوا بالحجارة عناصر الشرطة، الذين طوّقوا كروبي بعيد وصوله الى «جنة الزهراء». وقال الشهود إن الشرطة أوقفت عدداً من الأشخاص. وأوقف المخرج السينمائي الايراني، جعفر بناهي وبعض أفراد عائلته في المقبرة، حسبما ذكر مصدر مقرّب من عائلته. وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة «فرانس برس»، إن «بناهي وزوجته طاهرة سعيدي وابنتهما سولماز قد أوقفوا اليوم (امس) في مقبرة جنة الزهراء».
وتجمّع أكثر من ألفي شخص في «جنة الزهراء»، التي تحتضن ضريح مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني، مردّدين هتافات مؤيدة لموسوي، الذي دعا وكروبي إلى زيارة المقبرة لإحياء ذكرى الضحايا، بعد رفض السلطات منحه الإذن بإقامة «تجمّع صامت» تتخلله قراءة قرآن. وقبل موسوي وكروبي دعوة والدة ندا للاحتفال بذكرى الأربعين عند قبر ابنتها في تحدّ لقرار السلطات بحظر التجمعات.
كذلك سار متظاهرون في جادة «ولي العصر»، في العاصمة طهران، حيث كان مئات السائقين يطلقون العنان لأبواق سياراتهم، في إشارة دعم لموسوي.
وكان قائد الحرس الثوري في طهران، الجنرال عبد الله أراجي، حذّر من أي تجمعات.
وقال «نحن لا نمزح. سنواجه هؤلاء الذين يريدون محاربة المؤسسة الدينية».
من جهته، ذكر موقع «مؤسسة باران»، التابع للزعيم الإصلاحي محمد خاتمي، أن الرئيس السابق دان «الجرائم» بحق الذين أوقفوا خلال التظاهرات المعارضة. وانتقد خاتمي أمر المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، من دون أن يسمّيه، باغلاق سجن «كهريزاك» (جنوب طهران)، قائلاً «لا يكفي إغلاق مركز اعتقال والقول إنه لا يطابق المعايير. ماذا يعني: لا يطابق المعايير؟ هل يعني ذلك أن نظام التهوية والمراحيض لا يعمل؟ لا»، مضيفاً أن «جرائم ارتكبت وهناك أناس فقدوا حياتهم».
في هذا الوقت، أقرّ قائد الشرطة الإيرانية، إسماعيل أحمدي مقدّم، بوقوع تجاوزات خلال التظاهرات. وقال إن «بعض رجال الشرطة تصرفوا بقسوة خلال الأحداث وكبّدوا الناس خسائر (جسديّة وماديّة) بمطاردة المشاغبين».
وكانت الاشتباكات الأخيرة بين الشرطة والمتظاهرين قد اندلعت في 9 تموز قرب جامعة طهران حيث أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع ضد مئات الاشخاص المتجمعين لإحياء ذكرى التظاهرات الطلابية التي وقعت عام 1999.
في هذه الأثناء، أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن «قلقها» للجوء الشرطة الإيرانية إلى القوة لتفريق أنصار المعارضة. وقال المتحدث باسم الوزارة أيان كيلي: «نحن نقف مع الشعب الإيراني الذي يتطلع إلى ممارسة حقه العالمي بالتعبير عن نفسه والتظاهر سلمياً».
من جهة أخرى، حثّت زعيمة المعارضة الإسرائيلية، تسيبي ليفني، خلال اجتماعها في القدس المحتلة أمس مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيمس جونز، على الاستعداد لتشديد العقوبات على إيران إذا فشلت المحادثات مع طهران إزاء برنامجها النووي.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ليفني قولها «حتى خلال فترة المفاوضات، يجب إعداد عقوبات أشد وأكثر فاعلية، كي تفهم إيران أنها على جدول الأعمال». وأضافت «نعيش في عالم من التصورات والمظاهر، وإيران ليست كوريا الشمالية».
(فارس، أ ف ب، إرنا، أ ب، رويترز،
يو بي آي)