كشف أمس عن الخليفة المرتقب لكيم جونغ إيل، «شمس القرن الـ21»، الذي يبدو أنها مالت إلى الغياب. إنه ابنه كيم جونغ أون، الذي بحسب الطباخ الخاص السابق لكيم، كينجي فوجيموتو، «نسخة طبق الأصل عن والده»، على كل الأصعدةأعلن النائب الكوري الجنوبي، بارك جي ـــــ وون، أمس، نقلاً عن أجهزة استخبارات بلاده، أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل، اختار نجله الثالث والأصغر كيم جونغ أون لخلافته على رأس الدولة، فيما لا يزال التوتر يرتفع بين الكوريتين.
وذكر النائب الكوري الجنوبي لإذاعة «اس بي اس»، «لقد أبلغتني الحكومة (الاثنين) بهذه التطورات، وبأن الكوريين الشماليين يعلنون منذ الآن ولاءهم لكيم جونغ أون».
وقال المتخصص في شؤون كوريا الشمالية شيونغ سيونغ تشانغ، في معهد أبحاث «سيجونغ» في سيول، إن «جونغ أون معروف بامتلاكه القدرة على أن يصبح زعيماً قوياً وصلباً. شخصيته تؤهّله لتحمّل المسؤوليات».
ويحلّل البعض أن التبليغ الرسمي بانتقال خلافة القيادة إلى كيم جونغ أون قد وُقِّت على وجه الخصوص بعد التجربة النووية الثانية، بهدف إظهار القدرة القيادية للزعيم المقبل. ونقلت «يونهاب» عن مصدر خاص بكوريا الشمالية قوله إن بيونغ يانغ أبلغت حزب «العمّال» والجيش الشعبي واللجنة الدائمة لمجلس الشعب الأعلى والوزارات، بعد تجربتها النووية الثانية، باختيار الابن الثالث للزعيم الكوري الشمالي خليفة لوالده. كما أبلغت رسمياً سفاراتها في الخارج ذلك، إلا أنها أمرتها بعدم إعلان ذلك لأي جهات خارجية.
على صعيد آخر، عززت كوريا الجنوبية دفاعاتها البحرية وسط أجواء من التوتر المتصاعد مع كوريا الشمالية. ونقلت وكالة «يونهاب» للأنباء عن مصدر حكومي كوري جنوبي قوله إن «هناك احتمالاً لقيام كوريا الشمالية بإطلاق العديد من الصواريخ من قاعدة دونغ تشانغ ـــــ ري التي تشير تقارير إلى أنها هُيّئت لإطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات (ICBM) في آن واحد».
أمام هذه التهديدات، أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أنها قررت إرسال إحدى أفضل قطعها البحرية الحربية إلى حدودها البحرية الغربية المجاورة لكوريا الشمالية. وقال المتحدث باسم سلاح البحرية الكوري الجنوبي «إن السفينة يون هونغ ها، مقارنة مع القطع البحرية الكورية الشمالية، تملك قوة نار ساحقة»، محذراً من أن البحرية الكورية الجنوبية «ستؤدّب على الفور» أي قوة كورية شمالية قد تسعى إلى أعمال استفزازية في المنطقة.
من جهة ثانية، ندّد الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك وأعضاء رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) بالتجربة النووية الكورية الشمالية وبإطلاق الصواريخ التي وصفت بأنها «خروق واضحة» لقرارات مجلس الأمن.
وفي تطورات القرار الدولي، نقلت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» عن المندوب الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين قوله إن بلاده تؤيد اتخاذ «إجراءات محددة» بحق بيونغ يانغ، لكنها ترفض «عزلاً كاملاً» لهذا البلد. ورفض تحديد مهلة لتبنّي هذا القرار، معتبراً أن الموضوع «سابق لأوانه».
بدورها، أوردت وزارة الخارجية الروسية أن روسيا والصين تؤيّدان رداً «مقنعاً» لمجلس الأمن الدولي على التجربة النووية الكورية الشمالية، وذلك بعد اتصال هاتفي بين وزيري خارجية البلدين. وأورد بيان أن سيرغي لافروف ونظيره الصيني يانغ جايشي شددا على أنه «من غير المقبول تجاهل قرارات مجلس الأمن الدولي في ما يتصل بأنظمة حظر الانتشار النووي».
(أ ف ب، يونهاب، رويترز، يو بي آي)