خبراء يشكّكون في إصابتها بصاعقة... والقوّات البرازيليّة تعثر على أجزاء حطامباريس ــ بسّام الطيارة
صُدمت فرنسا بخبر «اختفاء طائرة الإيرباص ٣٣٠ الفرنسية الصنع عن شاشات الرادار» وعلى متنها ٢٢٨ شخصاً من مختلف الجنسيات، من ضمنهم 5 لبنانيين، وإن كانت الغالبية تتوزع على جنسيتين فرنسية وبرازيلية، في أسوأ كارثة في تاريخ الشركة الوطنية الفرنسية «إير فرانس». واختفى الحديث عن الانتخابات وطويت أخبار استقبال رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما، الذي أعلن أن الولايات المتحدة ستمنح كل المساعدة الضرورية للبحث عن الطائرة.
واحتلت «الفاجعة» حلبة تداول الكلام. وبين تعليق وآخر، تبرز كلمة «إرهاب وإرهابيين وقنبلة» مضافة إليها تعليقات تذهب كلها في اتجاه «إمكان أن ينتقم الإرهابيون». ورغم استبعاد عدد من المسؤولين الفرنسيين إمكان أن يكون وراء الأمر «عمل إرهابي»، قال وزير الدفاع الفرنسي إيرفيه موران، لإذاعة «أوروبا ١»: «فيما لا يمكن استبعاد أي احتمال، ليس هناك دليل يشير إلى تعرض الطائرة لهجوم»، مؤكداً «أن عملية البحث ستستمر ما دام هناك حاجة إليها. ستُستخدم كل الوسائل المتاحة».
وبدوره، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي، فرانسوا فييون، أمام مجلس النواب، أنه لا يزال من المبكر معرفة السبب الذي أدى إلى حصول هذه الكارثة، قائلاً: «لا توجد أية فرضيات حتى الآن»، مضيفاً: «إن الشيء الوحيد المتأكد منه، أن الطائرة لم ترسل نداء استغاثة، لكن رسالة قبل ثلاث دقائق تعلن توقف كل الأنظمة».
وفيما لا يريد أي مسؤول أن يحصر الاحتمالات في دائرة الإرهاب لما يمكن أن ينعكس على موسم الإجازات في خضم أزمة مالية خانقة، يستبعد بعض الخبراء أن تكون الصاعقة وراء سقوط الطائرة، كما ذكرت الشركة عندما تحدثت عن رسالة آلية بثتها الطائرة تفيد بوجود أعطال كهربائية، كان البرق والصواعق سببها.
وأكد أحد الخبراء أنّ «من الشائع إصابة البرق للطائرات»، مضيفاً أن ذلك «لا يبرر سقوط الطائرة»، من دون أن ينفي أحد إمكان إصابة الطائرة بعطل كهربائي «جعل مقاومة البرق مستحيلة»، وبالتالي جعلها عرضة للسقوط بسبب عدم قدرة الملاحين على «الرؤية مباشرة بغياب الملاح الإلكتروني».
ويقول أحد ملاحي «إير فرانس»، اشترط عدم الكشف عن هويته، إنه يوجد ٥ مصادر للطاقة الكهربائية في طائرة «إيرباص» من هذا الطراز، ويضيف أنه «يجب أن تتعطل هذه المصادر الخمسة حتى يصبح قائد الطائرة عاجزاً عن قيادتها»، ويبدو هذا «احتمالاً مستبعداً» برأيه. ويتساءل الطيار السابق: «كيف يمكن تأكيد وجود برق أصاب الطائرة؟» في إشارة إلى ما قاله وزير البيئة والنقل جان لوي بورلو، مشيراً إلى أن كل ما هو معروف هو أن «الأجواء كانت متلبدة والطقس سيئ في تلك المنطقة». كذلك رمى جانباً إمكان أن تكون الطائرة قد «حطت على سطح المياه» كما أشارت بعض المصادر من البرازيل، وقال: «كي تستطيع الطائرة أن تحط على سطح المحيط، على الطيار أن يقودها، وكي يقودها يجب أن تكون هناك كهرباء، أي يمكن إرسال رسالة نجدة، وهذا ما لم يحصل». ويستطرد قائلاً: «كل هذا لم يحصل. ما نعرفه هو أن الطائرة انفجرت في الجو وتبعثرت أجزاءها على مساحة عشرات الكيلومترات المربعة».
وهل يمكن أن يكون السبب «قنبلة»؟ لا يستبعد هذا الطيار وطيارون آخرون هذا الاحتمال، وخصوصاً أن الطائرة كانت مجهزة بثلاث علب سوداء لم يعثر على أي منها ولم يلتقط أي من الأقمار الاصطناعية العشرين الموزعة حول الأرض أي إشارة كهربائية، رغم أنها مصممة بما يسمح لها بالبث مهما كانت وضعيتها إلا في حال فجرت.
ويردّ الخبراء على ذلك بأن العلب السوداء لا تستطيع أن تبث من عمق معين، ومن المحتمل أن تكون قد سقط في «حفرة في المحيط». ومن احتمالات السقوط الأخرى أيضاً سوء الأحوال الجوية في الأجواء العليا (فوق ١٠ آلاف متر)، إلا أنه في هذه الحال فإن العلب السوداء تبدأ البث مباشرة، كذلك يمكن اعتبار العطل العام من هذه الأسباب المحتملة، إلا أنه في هذه الحالة، فإن الطائرة مجهزة بحيث ترسل الأجهزة التي يصيبها عطل رسائل مباشرة إلى كابين القيادة وإلى الشركة مباشرة، وهذا ما لم يحصل.
وفي آخر تطورات البحث عن الطائرة، أعلنت القوات الجوية البرازيلية أن طائرات عسكرية برازيلية شاهدت حطاماً على بعد 650 كيلومتراً قبالة الساحل الشمالي للبرازيل يمكن أن يكون جزءاً من طائرة الخطوط الجوية الفرنسية. وقال متحدث باسم القوات الجوية، في بيان متلفز، إن الحطام الذي لم يتم بعد التأكد من أنه أجزاء من الطائرة الفرنسية يضم أشياء معدنية ومقاعد الطائرة. وأوضح قائد القوة الموكل إليها البحث عن الطائرة، جورجي أمارال، أن المسؤولين يحتاجون إلى «قطعة يمكن أن تحتوي على رقم متسلسل، أو أي نوع من إثبات» يمكن أن يؤكد أنها أتت من الطائرة المفقودة.