تبادل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ومنافسه للانتخابات الرئاسية المرشح الإصلاحي مهدي كروبي الاتهامات خلال مناظرة تلفزيونية جرت أول من أمس، وقد استخدم نجاد الأرقام والرسوم البيانية لدحض ادعاءات غريمه الذي وصفه بالكاذب. وأبرز نجاد سلسلة من الإحصاءات الرسمية ومجموعة من الرسوم البيانية ليثبت أن إنجازات حكومته غير مسبوقة مقارنة بالحكومات السابقة. وأكد أن أرقام المصرف المركزي أشارت إلى أن التضخم «بات اليوم أقل من 15في المئة». وكان المصرف قد أفاد في شباط الماضي عن بلوغ التضخم أكثر من 25 في المئة. وعرض نجاد رسماً بيانياً يشير إلى تراجع مستمر في نسبة البطالة منذ توليه الرئاسة عام 2005، لتبلغ حالياً نحو 9 في المئة. واتهم كروبي بأنه «حصل على معلومات خاطئة»، معتبراً أن الأرقام التي أبرزها تمثّل «دليلاً مضاداً لأصدقائك الإصلاحيين».
وحين هاجمه كروبي بعدها في موضوع «الفساد المالي» متحدثاً عن مسـألة فقدان أموال حين كان نجاد رئيساً لبلدية طهران ما بين 2003 و 2005، رد الرئيس الإيراني مشيراً إلى ثروته الشخصية، قائلاً «لا تملك أي دليل على اختلاس أموال» قبل أن يسأله «كيف اشتريت منزلك»، ثم اتهمه بأنه يوم كان رئيساً للبرلمان حصل على أموال من رجل الأعمال شهرام جزائري الذي سجن لاحقاً.
فردّ كروبي أنه تعوّد الحصول على أموال في إطار مهمته في مسؤولية جمعيات خيرية هي الأغنى في إيران، مؤكداً أنه «لم يسأل يوماً عن مصدر تلك الأموال وأن جزائري لم يطلب منه شيئاً في المقابل».
وأشار كروبي، وهو أحد المرشحين الأربعة للانتخابات الرئاسية في 12 حزيران، إلى أن «الشرط الأول لأي حكومة يكمن في صدقها والقاعدة الأولى هي في الإحجام عن الكذب». وقال مخاطباً نجاد «كل أرقام الخبراء تعارض ما تقدمونه»، مشيراً إلى أن «التضخم أكبر بكثير مما تقولون والبطالة تفاقمت».
هذا وأوردت تقارير إعلامية أن المنافس الأبرز لنجاد، رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي، كتب رسالة إلى القائد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، اتهم فيها نجاد ومناصريه بمحاولة فبركة أدلة ضدّ مؤيديه وإلصاق تهم جنائية بهم.
إلى ذلك، قرر أكبر هاشمي رفسنجاني مقاضاة نجاد على خلفية الاتهامات التي ألقاها ضده خلال المناظرة التلفزيونية مع غريمه الموسوي الأربعاء الماضي. وقال في بيان إن ما قاله نجاد مجموعة كاملة من الأكاذيب، وطالب بوقت زمني مواز على الهواء للرد عليه، مشيراً إلى أنه سيرفع مع أولاده دعوى قضائية، مضيفاً «نظراً للانتهاك الواضح للدستور ونكث القسم الرئاسي، التهم ستقدم عبر السلطات القانونية والمختصة».
وكان الرئيس الإيراني قد اتهم رفسنجاني، خلال مناظرة الأربعاء الماضي، مع المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي، بأنه وأبناءه وبعض الرموز الإصلاحية استغلوا مناصبهم للحصول على أموال بطريقة غير مشروعة.
(أ ب، أ ف ب)