بول الأشقرتشهد البيرو إضراباً عاماً يقوم به هنود الأمازون احتجاجاً على حالة الطوارئ التي أخضعت لها منطقتهم بعد الصدامات العنيفة التي جرت قبل أسبوع بينهم وبين الجيش، والتي أدت إلى مقتل خمسين شخصاً من الجانبين، على خلفية قرار يسمح بالتنقيب في أراضيهم.
والقرار التشريعي الرقم 1090، المتعلق بـ«قانون الأحراج» الذي تسبب في اندلاع الاشتباكات ما هو إلا تتمة لاتفاقية التجارة الحرة بين البيرو والولايات المتحدة، وغايته رفع القيود أو تقليصها أمام التنقيب النفطي والمعدني في أراضٍ هندية تاريخية في الأمازون، ما أثار غضب الهنود ودفعهم إلى اتهام الحكومة بمحاولة الاستحواذ على أراضيهم.
وسبق الإضراب، الذي أعلنه الهنود، اجتماعاً استثنائياً لمجلس النواب أمس، غايته تجميد القرار التشريعي، واتُّفق خلال الاجتماع على تأليف لجنة برلمانية مهمتها الاستماع إلى مطالب الهنود وإدخال تعديلات على القرار التشريعي.
وكانت الاشتباكات قد بدأت نهار الجمعة الماضي بعدما تراجع المجلس عن مناقشة تعديلات على القانون، ما أدى إلى قطع الهنود لطرق وأنهر. على الأثر، هاجم الجيش عبر قواته البرية والجوية التجمعات الهندية، ما أدى إلى وقوع أول القتلى، ثم ردّ الهنود بإعدام عدد من الجنود الذين كانوا قد تمكنوا من اختطافهم، لتندلع بعد ذلك مواجهات متفرقة، فرض خلالها الجيش طوقاً على مناطق إقامة الهنود، ما أجبر زعيمهم، ألبرتو بيسانغو، على الفرار من الطوق المفروض عليه قبل أربعة أيام ولجوئه إلى سفارة نيكاراغوا في ليما التي منحته «اللجوء السياسي بصفته مضطهَداً».
كذلك دفعت دموية الاشتباكات بوزيرة شؤون المرأة، كارمن فيلدوزو، إلى تقديم استقالتها من الحكومة اعتراضاً على طريقة معالجة هذه القضية على الصعيدين السياسي والإعلامي، و«إلقاء كامل المسؤولية على الهنود». وتنتمي فيلدوزو إلى فريق رئيس الوزراء الاشتراكي، يهودي سيمون، الذي استدعي لترؤس الحكومة قبل ستة أشهر لمعالجة هذه القضية بالذات، ولطيّ صفحة فضائح مالية حامت حول وزراء مقربين من الرئيس ألان غارسيا.
وقد وصف غارسيا تحرك الهنود بأنه «مؤامرة تقوم بها المعارضة وعناصر متطرفة يحركها الخارج». وأوضح أحد معاونيه بأن المقصود فنزويلا وبوليفيا، اللتان نفتا أي تورط، وخصوصاً أنه مع بدأ الاشتباكات دانت لجنة حقوق الإنسان في منظمة الدول الأميركية «القمع غير المبرر». ويأتي الاتهام في وقتٍ تمر فيه العلاقات بين البيرو من جهة وفنزويلا وبوليفيا من جهة أخرى في مرحلة من التوتر الشديد، بعدما منحت البيرو قبل أسابيع اللجوء السياسي للمعارض الفنزويلي مانويل روزاليس ولثلاثة وزراء بوليفيين سابقين من حقبة الرئيس غونزالوا سانشيز دي لوزادا.