Strong>شكوى رفسنجاني للمرشد تثير استياء الحوزة و«الحرس» يحذّر من «ثورة مخملية»يتعاظم الخلاف بين أبرز القادة السياسيين في إيران على خلفية الاتهامات التي أثارها الرئيس محمود أحمدي نجاد ضد رئيس مجلس الخبراء علي أكبر هاشمي رفسنجاني وأولاده، ولا سيما أن الرجلين يحظيان بدعم قوى وأحزاب سياسية قوية وفاعلة وتأييد شرائح واسعة من علماء الحوزة

طهران ــ محمد شمص
أثارت رسالة رئيس مجلس خبراء القيادة الإيرانية علي أكبر هاشمي رفسنجاني، التي بعث بها إلى المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي يشتكي فيها من اتهامات نجاد له ولعائلته بالفساد، استياء المؤسسة الدينية.
تطور ترافق مع اتهام رئيس المكتب السياسي للحرس الثوري، يد الله جواني، لمعارضي نجاد بالعمل على القيام «بثورة مخملية». وقال جواني: «يكشف استخدام أحد المرشحين في هذه الانتخابات لوناً محدّداً لأول مرة عن بداية مشروع ثورة مخملية» في إشارة إلى اللون الأخضر الذي اختارته حملة المرشح الإصلاحي مير حسين موسويوردّ عضو مجلس صيانة الدستور آية الله محمد يزدي عليها بمخاطبة رفسنجاني قائلاً «أنت مسؤول في مجلس تشخيص مصلحة النظام، ولست قائداً للبلاد. والإمام خامنئي هو المسؤول الأول عن أمن إيران واستقرارها، وقد أعطى توجيهاته بوضوح في خطابه خلال الذكرى العشرين لوفاة (مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله) الخميني». وأضاف «إذا كنت تشعر أن خطراً أو بركاناً يتهدّد إيران فهذا رأيك، ونحن لا نرى ذلك، بل هي مجرد معركة انتخابية تجري بصورة طبيعية وسليمة، وأي مخالفة قانونية سيكون مصيرها الطبيعي هو القضاء».
يزدي أعاد الكرة إلى ملعب رفسنجاني، فاتهمه بأن مواقفه ورسالته إلى خامنئي «تزيد الشقاق وتُلهب الأوضاع وتتعارض مع مصالح النظام وأهدافه المقدسة».
وكان رفسنجاني قد دعا خامنئي، في رسالته، إلى التدخل وإعلان موقفه بشأن «البركان والفتنة والإساءة إلى النظام وإخماد النار التي ستطال البلاد ومصالحها وحتى القيادة»، مقارناً بين نجاد وأول رئيس إيراني بعد الثورة الحسن بني صدر، الذي عزله الإمام الخميني من منصبه.
وفي قم، احتشد الآلاف من علماء الدين في الحوزة الدينية دعماً لنجاد في مواجهة «الحملة الظالمة ضده»، فيما جابت التظاهرات والمواكب السيارة شوارع طهران، رافعة شعارات تُشبّه رفسنجاني بالشاه البهلوي محمد رضا خان، قائلة «أكبر شاه».
كذلك، رأى رئيس تحرير مجلة «برتو»، قاسم روانبخش، المقرّب من نجاد، «أن رفسنجاني قلق من الحدث الكبير والانتصار المرتقب يوم الجمعة المقبل، حيث يجدّد الإيرانيون البيعة للرئيس نجاد».
من جهته، أعلن المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي أنه سيحافظ على علاقات إيران وصداقاتها مع العالم في حال فوزه بكرسي الرئاسة. وقال، خلال إحدى لقاءاته الانتخابية، «دفعاً لأي شبهة، أؤكد أننا سنحافظ على صداقتنا مع حزب الله. أعزاؤنا كانوا ولا يزالون».
في المقابل، اتهم الرئيس الإيراني منافسيه في الانتخابات بتبنّي أساليب تجريح استخدمها الزعيم النازي أدولف هتلر لتشويه سمعة خصومه. وقال، في تجمع انتخابي في طهران، «ليس لأحد الحق في إهانة الرئيس، وهم فعلوا ذلك. وهذه جريمة. الشخص الذي أهان الرئيس يجب أن يعاقب، والعقاب هو السجن».
وأضاف نجاد أن «إهانات واتهامات من هذا القبيل ضد الحكومة هي عودة إلى أساليب هتلر، وهي تكرر الأكاذيب والاتهامات حتى يصدّق الجميع تلك الأكاذيب».
إلى ذلك (يو بي آي، أ ف ب، رويترز)، رأت قوات حرس الثورة الإسلامية أن «المشاركة الحماسية والواسعة للشعب الإيراني الواعي والثوري في انتخابات الدورة العاشرة للانتخابات الرئاسية ستؤدي إلى يأس وهزيمة أعداء الثورة والنظام ».
ورأى الحرس، في بيان، أن «مشاركة الشعب في الانتخابات وانتخاب المرشح الأكثر صلاحاً، وفقاً للمواصفات التي حددها قائد الثورة الإسلامية (علي خامنئي)، من شأنهما أن يؤديا إلى الهزيمة الحتمية لاستراتيجية أميركا والغرب واستمرار صمود الشعب الإيراني وثباته أمام أطماع قوى الهيمنة والغطرسة».
وفي السياق، منعت السلطات الإيرانية مجدداً صحيفة «الياسمين الجديد» الإصلاحية المؤيدة لموسوي، بعيد صدورها مجدداً السبت الماضي.
وأضاف متكي أن رئيس الوزراء الياباني، تارو آسو، بعث برسالة إليه أكد فيها دعمه لاقتراح إيران بشأن حلّ المشاكل التي يواجهها الشعب الأفغاني، باعتبار «أن إيران باتت قوة إقليمية مؤثرة».
إلى ذلك، نفى النائب الأول لوزير الدفاع الروسي ألكسندر كولماكوف ما ذكره وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس عن تغيير موقف موسكو إزاء «التهديد الصاروخي الإيراني». ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» عنه قوله للصحافيين، أمس، إن موقف روسيا تجاه ما يسمى التهديد الصاروخي الإيراني لم يتغيّر.