Strong>يبدو أن العقوبات التي يفرضها مجلس الأمن على بيونغ يانغ، تأتي بنتائج عكسية، بعدما أصبحت تستعملها ذريعة لزيادة أنشطتها النووية، والرد على الاستفزازات، كما تعتبرها، باستفزازات مضادةحذّرت كوريا الشمالية، أمس، من حرب نووية في شبه الجزيرة الكورية، في الوقت الذي تعهدت فيه تكثيف برنامجها لصنع قنابل ذرية في تحدٍّ للعقوبات الجديدة. ونشرت صحيفة الحزب الحاكم في كوريا الشمالية، «رودونغ سينمون»، أن الولايات المتحدة تملك نحو ألف نوع من السلاح النووي في كوريا الجنوبية.
لكن المتحدث باسم القيادة العسكرية الأميركية في سيول، كيم يونغ كيو، وصف هذا الاتهام بأن «لا أساس له» من الصحة، قائلاً إن «واشنطن ليس لديها قنابل نووية في كوريا الجنوبية».
بدورها، أصدرت وزارة التوحيد في كوريا الجنوبية بياناً يطالب كوريا الشمالية بوقف تصعيد التوتر، والتخلي عن أسلحتها النووية، والعودة إلى الحوار مع كوريا الجنوبية.
وفي السياق، ذكرت وكالة أنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» أن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة حشدتا أقمار التجسس وطائرات الاستطلاع وشبكات الاستخبارات البشرية للحصول على أدلة على أن كوريا الشمالية كانت تدير برنامجاً لتخصيب اليورانيوم، وذلك عقب إعلان بيونغ يانغ، في بيان نشر أول من أمس، أنها تقوم بتخصيب اليورانيوم لتوفير الوقود لمفاعل يعمل بالماء الخفيف.
وهذه هي المرة الأولى التي تعترف فيها كوريا الشمالية بأنها تدير برنامجاً لتخصيب اليورانيوم فضلاً عن برنامج البلوتونيوم المعروف.
وقالت كوريا الشمالية إن أكثر من ثلث قضبان الوقود المستنفد الـ8000، التي في حوزتها، جرى تجهيزها، وإن جميع البلوتونيوم المستخرج سيُستخدم لصنع قنابل ذرية. ويُعتقد أن كوريا الشمالية لديها ما يكفي من البلوتونيوم لصنع ست قنابل ذرية.
ورأت بيونغ يابغ أنه «أصبح من المستحيل لجمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية (كوريا الشمالية) حتى التفكير في التخلي عن برنامجها للأسلحة النووية»، مضيفةً إن أي محاولة للحصار من شأنها أن تعدّ عملاً من أعمال الحرب «وستُقابل برد عسكري حاسم». وأضافت إنه «مهما بلغت محاولات القوى العدوانية التي تقودها الولايات المتحدة في فرض كل أشكال العزلة والحظر، فإن كوريا الشمالية، القوة النووية التي تعتز بنفسها، لن تتخلى عن تلك الأسلحة».
وأشار البروفسور، يانغ مو جين، من جامعة سيول للدراسات الكورية الشمالية، إلى «أن كوريا الشمالية تملك كمية وفيرة من اليورانيوم الطبيعي من نوعية جيدة، التي إذا اقترنت بالتكنولوجيا والمرافق، من شأنها أن تؤدي إلى وجود ترسانة نووية كبيرة»، مشيراً إلى أن «هذا يعني أن سياسة الولايات المتحدة لنزع أسلحة كوريا الشمالية عن طريق العقوبات ببساطة لم تنجح. كوريا الشمالية ليست دولة عادية، وليست من النوع الذي قد يهتم بمسألة العزلة أو العقوبات».
ومن جهته، طلب رئيس كوريا الجنوبية، لي ميونغ باك، الذي يغادر إلى الولايات المتحدة صباح اليوم، من حكومته التعامل «بحزم وصراحة» مع التهديدات الأخيرة لكوريا الشمالية.
من جهته، أعلن نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن بلاده سوف تسعى إلى تطبيق قرار الأمم المتحدة فرض عقوبات على كوريا الشمالية، مضيفاً «كوريا الشمالية هي من عناصر زعزعة الاستقرار في شرق آسيا. من المهم أن نثبّت العقوبات». وتابع أنه رغم أنه لا يمكننا تحديد دوافع بيونغ يانغ «علينا أن نتعامل مع الواقع».
من جهة ثانية، يلتقي رئيسا الولايات المتحدة باراك أوباما، وكوريا الجنوبية غداً لتنسيق الخطوات في مواجهة تصعيد كوريا الشمالية. ومن المتوقع أن يحاول أوباما، طمأنة حلفاء الولايات المتحدة إلى جهة الالتزامات الأمنية تجاههم.
وفي مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال»، شدد لي على أهمية المحادثات السداسية التي تضم الولايات المتحدة والكوريتين واليابان والصين وروسيا، مضيفاً «هدفنا النهائي هو محاولة إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن برنامجها للأسلحة النووية، ولكن علينا أيضا أن نسأل أنفسنا: ماذا تريد كوريا الشمالية في مقابل تخليها عن برنامجها للأسلحة النووية؟ أعتقد أن هذا هو نوع المناقشة الذي ينبغي للبلدان الخمسة أن تتناوله، وبقوة».
ورداً على سؤال عما إذا كانت كوريا الجنوبية تنظر في تطوير نظامها الخاص للردع النووي، أجاب لي «في هذه اللحظة، لا مطلقاً». يشار إلى أن سيول تخلت عن العمل على الأسلحة النووية في سبعينات القرن الماضي، تحت ضغط من الولايات المتحدة.
(ا ف ب، ا ب)