نددت بيونغ يانغ أمس بكوريا الجنوبية «لتسوُّلها» من الولايات المتحدة الحماية النووية، ووصفت هذه الخطوة بأنها «فعل إجرامي»، يهدف إلى إشعال حرب نووية، في وقت تجددت فيه المخاوف من تجربة نووية جديدة. وذكرت صحيفة «رودونغ سينمون»، التابعة لحزب «العمال» الحاكم في كوريا الشمالية، «أن مثل هذا التعهد الرسمي هو فعل إجرامي لا يغتفر، لجعل كوريا الجنوبية برميل بارود نووياً، يمكن أن ينفجر في أي لحظة في شبه الجزيرة الكورية». ومضت الصحيفة تقول «إن رادعنا النووي هو وسيلة للدفاع عن وطننا، إلا أننا لن نرحم أبداً الذين يجرؤون على شن حرب نووية علينا»، محذرة بتحويل الغزاة إلى «رماد».بدورها، ذكرت الصحف الكورية الجنوبية أن كوريا الشمالية ربما بنت مواقع أخرى لإجراء تجارب نووية تحت الأرض. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب»، عن مصدر في أجهزة الاستخبارات قوله إن «بيونغ يانغ ربما بنت اثنين أو ثلاثة من هذه المواقع».
وفي السياق، نسبت وكالة أنباء «نوفوستي» إلى مصدر في هيئة الأركان العامة الروسية قوله نقلاً عن بيانات استخبارية إن «البيانات المتاحة حالياً، بما فيها بيانات صور الأقمار الاصطناعية تشير إلى أن كثافة الحركة في منطقة المنشآت النووية انخفضت في الأيام القليلة الماضية». وأضاف: «هذا يعني إما أن يكون الكوريون الشماليون قد أكملوا الاستعدادات لاختبار نووي آخر تحت الأرض وإما أنهم اختاروا وقفه».
تأتي هذه التقارير في وقت توجه فيه الرئيس لي ميونغ باك إلى واشنطن حيث من المنتظر أن يعقد قمة ثنائية مع الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم، بشأن كيفية التعامل مع الطموحات القتالية لكوريا الشمالية وتعزيز التحالف الكوري الجنوبي ـــــ الأميركي. وقال مسؤول في المكتب الرئاسي إن كوريا الشمالية ستكون على رأس جدول الأعمال. وأضاف: «إننا نعمل أيضاً مع الجانب الأميركي، لتضمين الالتزام بتوفير مظلة نووية لكوريا الجنوبية في الوثيقة المنتظر توقيعها في نهاية القمة. وهذه ستكون المرة الأولى التي يؤكد فيها رئيس أميركي ذلك كتابة».
ومن المقرر أن يلتقي لي أيضاً بعدد من كبار المسؤولين، بمن فيهم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، ووزير الدفاع روبرت غيتس.
وفي ردود الفعل المتواصلة على التطورات الحاصلة في الملف الكوري، رأى وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن التجربة النووية الأخيرة لكوريا الشمالية أرسلت «إشارات سيئة»، لأنها «أظهرت أنه حتى ديكتاتورية من الصف الثالث بالكاد يمكنها إطعام شعبها يمكن أن تتحدى العالم كله، بما فيه الولايات المتحدة والأوروبيون وروسيا والصين، وينتهي الأمر بها إلى قوة نووية عسكرية».
(يونهاب، يو بي آي، أ ف ب، أ ب)