h1>نجاد يدعو أوباما إلى عدم تكرار أخطاء بوش... ومنتظري يحذّر من سقوط النظاميبدو أن الساحة الإيرانيّة شهدت هدوءاً نسبياً أمس في ظل تعتيم إعلامي لا يسمح بالاطّلاع على ما يجري في طهران وباقي المدن من تحركات احتجاجية تقف الشرطة لها بالمرصاد. لعلّ الأنظار مشدودة باتجاه تسوية ما، قد تتضح إذا صدقت أنباء إلقاء رئيس مجلس الخبراء هاشمي رفسنجاني خطبة الجمعة اليوم
دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس نظيره الأميركي باراك أوباما إلى عدم تكرار أخطاء سلفه جورج بوش، والكف عن التدخل في شؤون إيران الداخلية. وقال، في كلمة ألقاها خلال مراسم تدشين مجمع بتروكيميائيات في عسلوية (جنوب)، إن «حجم العقوبات المفروضة والتعامل اللّاأخلاقي على الصعيد العالمي مع إيران خلال الأعوام الثلاثة الماضية لم يسبق لهما مثيل»، مشيراً إلى أن بلاده تواجه في الوقت الحاضر «أشد العقوبات التي تبلورت في بعض الأحيان على شكل تهديدات عسكرية واصطفاف لهجوم». ورأى نجاد أن أوباما «أخطأ باتّباعه سياسة بريطانيا وبعض الدول الأوروبية ذات الماضي المعروف، وتكراره لكلام سلفه بوش»، واصفاً قادة حكومات تلك الدول الأوروبية بـ «المتخلّفين الذين لا يحظون بشعبية حتى في بلدانهم».
وتساءل نجاد «هل أوباما كان ينوي التحاور مع إيران بهذا الموقف وبهذه الخطابات»، داعياً الرئيس الأميركي «إلى إصلاح نفسه وعدم تكرار أخطاء سلفه جورج بوش»، ونصحه «بعدم التدخّل في الشؤون الداخلية الإيرانية».
وقاطع نحو ثلثي نواب البرلمان الإيراني، احتفالاً أقيم الأربعاء بفوز الرئيس نجاد بولاية ثانية، فيما كان جميع النواب البالغ عددهم 290 قد تلقّوا دعوة لحضور الحفل. وبحسب مصادر صحافية إيرانية، كان ضمن الغائبين رئيس البرلمان علي لاريجاني، الذي انتقد نجاد مراراً.
في المقابل، أعلن موقع المرشح الرئاسي الخاسر في إيران، مير حسين موسوي، على الإنترنت، أن الأخير عازم على «القتال» ضد «التلاعب الكبير» الذي حدث في نتائج الانتخابات، رغم ما يتعرض له من «ضغوط حتى يتنازل عن مطلب إلغاء النتيجة» المتنازع عليها. وقال موسوي «أتعرّض لضغوط حتى أتنازل عن مطلب إلغاء الانتخابات. حدث تزوير كبير. وأنا مستعد لأن أثبت أن من يقفون وراء التزوير هم مسؤولون عن إراقة الدماء. استمرار الاحتجاجات القانونية والهادئة سيضمن تحقيق أهدافنا».
وأضاف موسوي، في بيانه، «أتمسك بحق الأمة الدستوري في الاحتجاج على نتائج الانتخابات وما أعقب ذلك. أنتقد بشدة إغلاق صحيفة «كلمة سبز» (الذي يديرها)، واعتقال من يعملون فيها. المواجهة غير القانونية مع وسائل الإعلام تفتح الطريق أمام التدخل الأجنبي». وتابع «مثل تلك السلوكيات غير القانونية للأسف ستجعل المجتمع يستقي معلوماته من وسائل إعلام أجنبية»، مؤكداً «لن أتراجع عن حماية حقوق الشعب الإيراني، بسبب المصالح الشخصية أو الخوف من التهديدات».
ونشرت صحيفة «اعتماد» الإصلاحية لائحة من 70 اسماً لمسؤولين إيرانيين وجامعيين وصحافيين ومسؤولي حملة موسوي، جرى توقيفهم إثر اجتماعهم بالمرشح الإصلاحي أول من أمس.
وأفادت محطة «برس تي في» الفضائية عن مقتل ثمانية من عناصر ميليشيا «الباسيج» في الاضطرابات الدامية التي تشهدها إيران منذ الانتخابات الرئاسية.
في غضون ذلك، حذّر المرجع الإيراني المعارض، آية الله العظمى حسين منتظري، من أن النظام يمكن أن يسقط إذا واصل قمع التظاهرات السلمية في إيران. وقال، في بيان له، «إذا لم يتمكن الشعب الإيراني من المطالبة بحقوقه المشروعة من خلال تظاهرات سلمية وجرى قمعه فإنه من المحتمل أن يؤدّي تصاعد التبرم إلى تدمير أسس أي حكومة مهما كانت قوتها»، مؤكداً في الوقت نفسه دعوته المحتجين إلى مواصلة تحرّكهم.
من جهة ثانية، أعلنت اللجنة الانتخابية في وزارة الداخلية الإيرانية، تطابق نتائج إعادة فرز الأصوات في عدة صناديق اقتراع، بحضور ممثلي المرشح الرئاسي محسن رضائي، مع النتائج المعلنة سابقاً.
أمّا المرشح الخاسر، رئيس حزب «اعتماد ميللي» مهدي كروبي، فقد ألغى تجمعاً كان مقرراً تنظيمه أمس، لتأبين ضحايا التظاهرات الذين قتلوا في الاحتجاجات الأخيرة، لعدم توافر مكان لذلك، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني للحزب.
وجاء في الموقع «إنه لمن المؤسف في مثل هذا الوضع ألّا يمنح قادة سياسيون مثل كروبي مكاناً لإقامة مراسم حداد، ولا حتى مسجداً أو ضريح الإمام»، في إشارة إلى ضريح مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني.
وبحسب الموقع، فإن كروبي قرر تنظيم التأبين الأسبوع المقبل في جامعة طهران أو مقبرة المدينة، بهجت الزهراء، حيث يدفن الخميني.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، أ ب، مهر)