واشنطن ـ محمد سعيدبدأت منظمة «إيباك»، التي تمثّل اللوبي الصهيوني، مؤتمرها السنوي، أمس، وسط إعلان النيابة العامة في ولاية فرجينيا إسقاط التهم الموجهة إلى اثنين من كبار مسؤولي المنظمة المتهمين بالتجسس لمصلحة إسرائيل.
وكان قد اتُهم في 2005 كلّ من اليهوديين الأميركيين، مدير السياسة الخارجية في «إيباك» ستيفن روزن، ومساعده كيث وايزمان، بالتآمر للحصول على معلومات سرية تتعلق بخطط الولايات المتحدة تجاه إيران والقوات الأميركية في العراق، وإمرارها للحكومة الإسرائيلية وصحافيين في «واشنطن بوست» وصحف أخرى. وهما أول مدنيين أميركيين يدانان بموجب قانون للتجسس صادر عام 1917. كذلك أُدين المحلل في الاستخبارات العسكرية في وزارة الدفاع لاري فرانكلين بتهمة تقديم تلك الوثائق إليهما.
وبرّر نائب المدعي العام إسقاط الدعوى عن المتهمين بأن مواصلة هذه القضية ستؤدي إلى الكشف عن الكثير من المعلومات التي لا تزال قيد السرية بموجب القوانين الأميركية. وعزا محامو روزن ووايزمان الفضل في سحب الدعوى ضدهما إلى حكومة باراك أوباما، التي قالا إنها «أخذت على عاتقها تقويم أركان الدعوى بموضوعية».
وكانت وكالة الأمن القومي قد سجّلت مكالمات هاتفية للنائبة الديموقراطية جين هارمان، وهي عضوة سابقة في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب ورئيسة اللجنة الفرعية للاستخبارات، وهي تعد مسؤولين من «إيباك» بمساعدة المتهمين. ومن المقرر أن تشارك هارمان في المؤتمر السنوي لإيباك، وستكون من بين المتحدثين مع المدير السابق للاستخبارات المركزية جيمس وولسي. وسيحضر المؤتمر ما يقارب نصف أعضاء الكونغرس البالغ 535 عضواً،
ومن المقرر أن يلقي نائب الرئيس جوزف بايدن، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ جون كيري، كلمتيهما في الجلسة الختامية للمؤتمر غداً. ومن المقرر أيضاً في اليوم نفسه أن يعقد أعضاء «إيباك» حوالى 500 لقاء لحشد أعضاء الكونغرس كي يظهروا دعمهم لمشروع قانون للمساعدات لإسرائيل، وللتعبير عن قلقهم العميق إزاء ما يصفونه بالتهديد النووي الإيراني، والحيلولة دون الضغط على إسرائيل للقبول بحل الدولتين، وذلك حسب مصادر «إيباك».
ويسعى اللوبي إلى مغازلة أوباما من خلال اصطناع تحالف مع الأميركيين السود وبعض القيادات الدينية من الأميركيين الأفارقة، حتى إنه خصص جلسة بعنوان «تحالف المؤمنين: ما الذي يحفّز المسيحيين على نصرة إسرائيل؟».
وقد أثار استفحال نفوذ هذا اللوبي عدداً من المنظمات الأميركية، منها «كود بينك» النسائية، التي قررت تنظيم عدة تظاهرات وفعاليات احتجاجية بالتزامن مع انعقاد المؤتمر.