لاريجاني يُحذّر الكونغرس من تداعيات حظر بيع البنزين لطهرانطهران ــ محمد شمص
تراجعت السفارة الإيرانية لدى برازيليا، مساء أمس، عن نبأ إرجاء الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد زيارته التي كانت مقررة إلى البرازيل غداً. وبعد ساعات من صدور بيان رسمي عن مكتب نجاد أكد تأجيل الزيارة «حتى موعد لاحق»، من دون إيضاح السبب، عادت السفارة في برازيليا مساءً وجزمت بأنّ «الزيارة ستجري بحسب البرنامج المقرّر».
في هذا الوقت، كانت طهران مشغولة بتحذير الكونغرس الأميركي من خطورة فرض حظر على بيع البنزين لإيران وتداعياته، مشيرة إلى أنه تصرّف «أحمق».
وأوضح مكتب الرئيس الإيراني أن نجاد سيزور دمشق اليوم بهدف مناقشة العلاقات الثنائية وتطورات المنطقة. وأكدت مصادر مطلعة، لـ«الأخبار»، أن الزيارة تأتي لتنسيق الموقف والتشاور قبل المناورات العسكرية الإسرائيلية المرتقبة في 31 أيار الحالي، بالإضافة إلى تزايد احتمال توجيه إسرائيل ضربة عسكرية خاطفة لإيران، ولا سيما بعد مجيء أفيغدور ليبرمان وزيراً للخارجية، ومحاولاته إقناع الأميركيّين بتنفيذ هذه الضربة.
واستبعدت المصادر وجود قلق لدى الإيرانيين ممّا أشاعته وسائل إعلامية «أجنبية»، عن صفقة أميركية ـــــ سورية على حساب حركة «حماس».
من جهة أخرى، أعلن رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، أن على الإدارة الأميركية أن تنتظر الرد الإيراني على محاولات فرض حظر على بيع البنزين لإيران. وقال، في ختام لقائه مع نظيره البوسني بيريز بلكيتش في طهران، رداً على تكرار طرح موضوع فرض حظر بيع البنزين إلى إيران في الكونغرس الأميركي، «إن مثل هذه الإجراءات هي استمرار للسلوكيات الأميركية الحمقاء».
وأضاف لاريجاني أنه «إذا كان شعارهم التغيير، فليعلموا أنه لا يمكن القيام بالتغيير من خلال العربدة والمناورات الإعلامية، وبالطبع، فإن هذه الإجراءات ليست الحل الصحيح»، مشيراً إلى أن تصريحات المسؤولين الأميركيّين و«مناوراتهم الإعلامية» بهذا الشأن «ستُعزّز عدم الثقة» بين البلدين.
من جهته، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، حسن قشقاوي، أن «سياسة الترهيب والترغيب فقدت جدواها، وهذه التهديدات الجديدة لن تكون مؤثرة أو ذات فائدة، وأن مصيرها كما الحظر المفروض منذ ثلاثين عاماً لا جدوى أو طائل من ورائه». وعلّق قشقاوي على التقرير الأخير لوزارة الخارجية الأميركية، الذي يتهم إيران برعاية الإرهاب، بالقول «إن إسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة هي التهديد الإرهابي الحقيقي في المنطقة».
في هذه الأثناء، دعا المرجع الديني آية الله نوري همداني إلى الحصول على أفضل الأسلحة الحديثة والتجهيزات العسكرية الدفاعية. ورآها ضرورة في مواجهة التهديدات الخارجية «لإدخال الخوف والرعب في قلوب أعداء الثورة، وكي لا تجرؤ على التفكير بالعدوان» على إيران.
من جهة ثانية، رأى رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في مجلس تشخيص مصلحة النظام، حسن روحاني، أن «الانتخابات الرئاسية المقبلة هي معركة بين المعارضة والموالاة وليست بين الإصلاحيين والمحافظين»، وذلك في اشارة ضمنية إلى أن المرشح مير حسين موسوي ليس محسوباً على التيار الإصلاحي.
وكانت شريحة من قادة «جبهة الثاني من خرداد» الإصلاحية، قد أظهرت رغبتها في عودة الرئيس السابق محمد خاتمي إلى خوض المنافسة الانتخابية لعدم اقتناعها بقدرة موسوي، فضلاً عن تشكيكها بولائه للإصلاحيين.
أمّا موسوي فقد أعلن أنه «ملتزم بولاية الفقيه عملاً لا قولاً فحسب»، من دون الإشارة إلى أي تحفّظات أو ملاحظات عليها، فيما تمثّل هذه القضية حجر الرحى في دعوات الإصلاحيين التغييرية.
كذلك نفى روحاني المُقرّب من الإصلاحيين نيّته الترشح للرئاسة لاعتقاده أن تعدد المرشحين ليس في مصلحتهم وأن الهدف النهائي هو إصلاح الوضع الموجود، وبما أن لدى التيار مرشحين فلا حاجة إلى ترشّحه.
بدوره، نفى مدير مكتب رئاسة الجمهورية الإيرانيّة ما نشرته صحف إصلاحية عن إيعاز الرئيس نجاد إلى بعض المخرجين السينمائيين، لإنتاج أفلام دعائية له. وقال معاون الرئاسة، محمد جعفر محمد زادة، إن هذه الشائعات لا أساس لها من الصحة، وما هي إلاّ سيناريوات للنيل من شعبية نجاد عشية الانتخابات الرئاسية.
على صعيد آخر، أعلن رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات في وزارة الداخلية، كامران دانشجو، أن اليوم الثلاثاء، هو بداية التسجيل الرسمي للانتخابات الرئاسية المقرّرة في 12 حزيران المقبل. وأضاف أن الوزارة اتخذت الإجراءات والاستعدادات اللازمة لضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة.