بدأ وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، أمس جولته الشرق أوسطية التي استهلها أمس في القاهرة قبل الانتقال اليوم إلى الرياض، بهدف طمأنة هاتين الدولتين على أولويتهما في الأجندة الخارجية الأميركية، وعدم تأثير الدبلوماسية الأميركية حيال إيران على العلاقات التي تقيمها واشنطن منذ فترة طويلة مع الدول العربية في المنطقة. وقال غيتس للصحافيين على متن الطائرة التي أقلّته إلى القاهرة، إن «المخاوف في المنطقة من الجهود الأميركية بشأن إشراك إيران تعكس شعوراً مبالغاً فيه حيال ما هو ممكن»، مشدداً على أنه يريد تمتين «العلاقات القوية جداً بين عسكريينا وعسكرييهم».
وأوضح غيتس أن «رسالة مهمة ستوجه، وخصوصاً إلى السعودية، تؤكد أن أي اختراق مع إيران لن يكون على حساب العلاقات الطويلة الأمد مع السعودية ودول الخليج، التي تربطنا بها شراكات وصداقات منذ عقود». وأضاف: «سنتعامل مع هذا الأمر بذكاء وبطريقة آمل أن تعزز الأمن لكل بلد في المنطقة»، مستطرداً بقوله: «أعتقد أن كل شخص في الإدارة، بدءاً بالرئيس، يتسم بالواقعية وسيكون صارماً إذا استمررنا في مواجهة قبضة مغلقة من جانب إيران». كذلك تحدث غيتس عن قلق الدول العربية التي تحكمها أنظمة سنية، من نفوذ إيران على حكومة العراق التي يهيمن عليها الشيعة، داعياً الدول العربية إلى «بذل جهود أكبر في تعزيز العلاقات مع العراق». وتطرق إلى الدور المصري في بلاد الرافدين، وأشاد باتخاذ القاهرة «بعض الخطوات الجدية حيال العراق»، لكنه قال إن «دولاً أخرى في المنطقة يمكنها أن تفعل المزيد»، مؤكداً ضرورة «إدخال العراق في ترتيبات أمنية إقليمية».
وفي السياق، حمّل غيتس تنظيم «القاعدة» مسؤولية عمليات التفجير التي هزت العراق أخيراً. وقال، في مقابلة مع شبكة التلفزيون الأميركية «سي إن إن»، إن التفجيرات تتزامن مع «البدء في خفض القوات الأميركية، بغرض تبديد ما أنجزته تلك القوات هناك». وأضاف أن «الطريق للديموقراطية في العراق لا يزال بعيداً».
وفي ما يتعلق بلقائه الرئيس المصري حسني مبارك، أكد أنه سيناقش معه «محاولات مصر للحد من تهريب الأسلحة إلى حركة حماس عبر الأنفاق على الحدود مع قطاع غزة»، إضافة إلى مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
وفي ما يتعلق بباكستان، قال غيتس إن «اقتراب مقاتلي حركة طالبان من العاصمة الباكستانية إسلام آباد، كان بمثابة جرس إنذار للحكومة الباكستانية»، مشيراً إلى أن «القوات الباكستانية بدأت في استعادة السيطرة على الوضع».
وعن الأوضاع في أفغانستان، قال غيتس إنّ من الضروري أن يشعر المواطنون هناك بأن «الحرب على المتطرفين هي حربهم الخاصة على من يحاولون إطاحة الحكومة الشرعية المنتخبة».
(الأخبار، أ ب، أ ف ب)