ألمانيا تجنّبت المؤتمرات الصحافية خشية «توريطها»
برلين ــ غسان أبو حمد
عكست تغطية الصحف الألمانية والعبرية لزيارة وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى برلين، أول من أمس، أجواء البرودة والتكتم التي رافقتها، في ظل مطالبة وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير نظيره الإسرائيلي بالتزام الدولة العبرية بمسار السلام في الشرق الأوسط، الذي يقوم على قاعدة «دولتين لشعبين». ولم تلحظ الحلقة الألمانية من سلسلة برنامج وزير الخارجية الإسرائيلي إلى العواصم الأوروبية، أي مؤتمر صحافي مشترك، واكتُفي بحفل عشاء بعيداً عن «الصورة والصوت».
وبرّرت الصحف الألمانية أجواء «البرودة والتكتم» بأنها تعبير عن رغبة ألمانية في تفادي أي «ورطة سياسية» مع العرب قد يسبّبها كلام «أصولي» لليبرمان في رفض مبدأ السلام على قاعدة «الدولتين»، أو في أي كلام معادٍ للعرب. واكتفت وزارة الخارجية الألمانية، في ردّها على أسئلة الصحافيين عن أسباب عدم عقد مؤتمر صحافي مشترك، بالقول إن «الوقت كان متأخراً» بعد العشاء، وإن المداولات المشتركة بين الوزيرين «استغرقت وقتاً طويلاً»، بينما ذهبت بعض التعليقات الصحافية (دي تسايت) إلى الإشارة إلى أن إسرائيل غير مهتمة حالياً باللقاءات العلنية على المسرح الدولي، بالإضافة إلى «خوف وحذر» حكومة تل أبيب من توريطها في مواقف سياسية متشددة ومتصلبة تجاه العرب أو السلام في الشرق الأوسط. وأجمعت تصريحات مسؤولي وزارة الخارجية الألمانية، من كل الأحزاب، على أن وجهة نظر ليبرمان بشأن السلام في الشرق الأوسط «غير كافية وليس بإمكانها تحقيق السلام»، وهي «أقل بكثير مما هو متوقع من الحكومة الإسرائيلية الجديدة».
بدورها، توقفت وسائل الإعلام العبرية عند الاستقبال «البارد» الذي حظي به ليبرمان في أوروبا عموماً، وألمانيا تحديداً. وبحسب مصادر دبلوماسية عبرية تحدثت لـ«معاريف»، فإن الأسباب التي دعت الأوروبيين إلى «خفض بروز» زيارة ليبرمان، مرتبطة بضغوط داخلية موجهة إلى السياسة الإسرائيلية الجديدة التي يمثلها. ونقلت الصحيفة عن مصدر إعلامي في برلين قوله إن الانطباع الذي تولّد لدى مسؤولين ألمان عقب استماعهم إلى ليبرمان يفيد بأنه يعتقد أن الأوروبيين هم «مجموعة جبناء». وحاولت وزارة الخارجية الإسرائيلية التقليل من «فقر» الزيارة إعلامياً وسياسياً، بالقول إنها حُددت مسبقاً بوصفها زيارة تحضيرية وليست ذات طابع إعلامي. بدوره، قال ليبرمان لموقع «يديعوت أحرونوت» إن الأوروبيين استقبلوه بإصغاء، وأبدوا «اهتماماً كبيراً» بمواقفه، مصراً على أنه «لا يمكن وصف الزيارة بالباردة وبالتجاهل الدبلوماسي».