وصف مسؤول أميركي علاقات الإدارة الجديدة في بلاده مع سوريا بأنها مهمة. وأكد أن تجديد الولايات المتحدة الأسبوع الماضي العقوبات التي تفرضها على دمشق من جانب واحد مسألة عرضية وغير جوهرية
شدّد نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، ريتشارد شميرار، على أن بلاده «لا تزال لديها مكامن قلق في بعض جوانب العلاقة مع سوريا، ولا سيما احتمال أن يكون الساعون إلى زعزعة استقرار العراق يدخلون إليه عبر الأراضي السورية، وهو موضوع نثيره حين نتحدث مع السوريين ونطلب منهم بذل ما في وسعهم لمنع حدوث ذلك».
وأضاف شميرار، في مقابلة مع وكالة «يونايتد برس إنترناشونال» عبر كاميرا الفيديو من واشنطن: «إن حوارنا مع دمشق لا يزال في مراحله المبكرة، وهناك الكثير من القضايا أثرناها مع السوريين، ومن ضمنها العراق. ومن المبكر جداً توقع المدى الذي يمكن أن تصل إليه هذه العلاقات». لكنه أكد قائلاً: «نسعى إلى هذا الحوار لكي نتمكن من تحديد وحلّ القضايا التي نملك وجهات نظر مختلفة حيالها مع السوريين لفائدة علاقاتنا مع دمشق ولمصلحة علاقات الأخيرة مع دول أخرى في المنطقة من ضمنها العراق، لذلك نعتقد أن الحوار الدائر مع سوريا حالياً في غاية الأهمية».
ورداً على سؤال عما إذا كان تجديد العقوبات على سوريا سيخدم، قال شميرار: «إن فهمي للعقوبات هو أنها كانت شكلاً من أشكال المقتضيات القانونية أو التقنية للحفاظ على سياسة محددة في الموضع الصحيح». وأوضح أنه «للأسباب الآنفة الذكر، جُدِّد مرسوم العقوبات المفروضة على سوريا، وجرى ذلك في إطار فترة زمنية محددة». وأشار إلى أن قرار تجديد العقوبات في فترة زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان، ومسؤول ملف الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي دانيال شابيرو، إلى دمشق، «كان عرضياً وتم خلال فترة تزامنت مع الجهود التي نبذلها للتواصل مع سوريا ولا يمثل عنصراً أساسياً من هذا الحوار».
وحول العراق، قال المسؤول الأميركي إن هذا البلد «يشهد حالياً حواراً سياساً هاماً عن إقامة تحالفات جديدة، وعلينا مراقبة ذلك عن كثب وما سنشهده مع اقتراب موعد الانتخابات الوطنية التي ستُجرى أواخر العام الحالي أو مطلع العام المقبل هو بعض الأدلة على هذا التوجه حيث ستتبنى الأحزاب أجندات وبرامج جديدة لتمكينها من الحصول على دعم سياسي واسع النطاق».
وأضاف شميرار أن «النزعة السائدة لدى الأحزاب السياسية العراقية حالياً مشجعة وتركز على الابتعاد عن النهج الطائفي والإثني والاتجاه نحو الحوار السياسي وبناء تحالفات جديدة واسعة، وما شهدناه في الانتخابات البلدية الأخيرة كان لافتاً حيث صوت الناخبون لمصلحة العراق وأخرجت أصواتهم الكثير من المسؤولين من مكاتبهم وتريد محاسبتهم الآن لأنهم لم يقدموا الخدمات التي توقعها الناس».
وأضاف المسؤول الأميركي أن السياسيين العراقيين «يدركون هذه الحقيقة الآن وبدأوا في تعديل طروحاتهم لتمكينهم من الحصول على أكبر قدر ممكن من الدعم السياسي من جميع أطياف المجتمع العراقي». وأقر بأن عملية التوافق بين الأحزاب السياسية العراقية «كانت صعبة في إطار المصالحة الوطنية، لكن النظام السياسي القائم حالياً صار يدفع القادة السياسيين العراقيين إلى اتجاهات ستدعم في النهاية هذا النوع من الحوار، وسنرى في الفترة المقبلة تطوير مناخ سياسي خلال مرحلة الاستعداد للانتخابات الوطنية سيخدم أجندة
المصالحة».
(يو بي آي)