h1>موسى لا يعتبر «نووي» طهران تهديداً للعرب... والبرادعي يحذّر من ضربهلا تزال طهران غير متحمّسة لمشروع باراك أوباما للسلام المُزمع، معتبرة أن ذلك قد يكون «خدعة» اقترحتها إسرائيل. ورغم ما يُحكَى عن «تطابق» في الخوف من التهديد الإيراني، بين إسرائيل وبعض الدول العربية، يراهن بعض المسؤولين الإيرانيين على «غيرة» إسلامية لإحباط مخططات الفتنة
رأى رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني، أن المشروع الجديد للسلام، الذي يطرحه الرئيس الأميركي باراك أوباما «قد يكون خدعة»، اقترحتها إسرائيل «لإحباط» شعار التغيير لدى الرئيس الأميركي.
وقال لاريجاني، في ردّ على سؤال بشأن التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي تحدث فيها عن حصول «تطابق» في الموقف بين إسرائيل وبعض الدول العربية بشأن الضغط على إيران، «إن لهذه التصريحات دوافع تكمن في هزيمة الكيان الصهيوني في لبنان وفلسطين، وينبغي لنا مناقشتها، مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف السابقة».
كما رأى لاريجاني أن تصريحات نتنياهو تمثّل «حرباً ناعمة تأتي استمراراً لحروبهم المسلحة وهزائمهم، وبمثابة نوع من الإهانة والاستخفاف بعقول عموم المسلمين»، وهي «مزيّفة وتهدف إلى خداع المسلمين». ولفت إلى أن بعض الدول العربية قد يكون لديها اختلاف أحياناً في وجهات النظر مع إيران «بسبب عدم معرفتها الدقيقة بمسؤولياتها»، إلا أن إيران «تتبنى على الدوام سلوكاً أخوياً تجاه البلدان العربية». وقال «لو أراد الكيان الصهيوني بناءً على مبادئه المعادية للمسلمين، استغلال الخلافات، وخلق عدو وهمي فإن المسلمين لديهم الغيرة والهمّة اللتان تجعلانهم يتفهّمون قضاياهم، ويحبطون مؤامرات إسرائيل».
من جهة ثانية، أكد الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، أن تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تبيّن سلمية البرنامج النووي الإيراني، معرباً عن اعتقاده بأن هذا البرنامج لا يمثّل تهديداً للمجتمعين العربي والعالمي.
وقال موسى لوكالة «مهر» الإيرانية للأنباء، على هامش الاجتماع الإقليمي لمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي في الأردن، بشأن ادّعاء الإعلام الغربي أن الموضوع النووي الإيراني يُعدّ تهديداً، قائلاً «أنا أتساءل لماذا علينا أن نعتبر البرنامج النووي الإيراني تهديداً؟ بناءً على أي مستمسك؟ وفقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية فإن إيران لم تتجاوز معاهدة (ان بي تي)». وأضاف «إنني لا أشعر بوجود أي تهديد من جانب البرنامج النووي الإيراني ضد العالم العربي، أو المجتمع الدولي، بل عندما ترفض إسرائيل الانضمام إلى معاهدة (ان بي تي) ولا تبالي بها، فإن ترسانتها النووية تعدّ تهديداً لنا جميعاً».
وأبدى موسى دعمه لجميع أنواع الحوار والتعاون بين إيران والولايات المتحدة، مشدّداً على ضرورة أن يجري هذا الحوار بين البلدين بطريقة مباشرة وشفّافة من أجل أن يكون مفيداً للطرفين، ومعتقداً أن هذا الحوار نافع، ولا يتضارب مع المصالح العربية.
من جهته، حذّر المدير العام لوكالة الطاقة، محمد البرادعي، بشدة إسرائيل من مغبّة شنّ أيّ عدوان يستهدف البرنامج النووي الإيراني. وأفاد مجلة «دير شبيغل» الألمانية، أن «مهاجمة إيران ستكون حماقة»، موضحاً «أن ذلك سيتسبّب بانفجار كل المنطقة، وسيبدأ الإيرانيون فوراً بصنع قنبلة، وسيكونون واثقين بحصولهم على دعم كل العالم الإسلامي».
من جهة ثانية، أعلنت الرئاسة الإيرانية أول من أمس، أن الرئيس محمود أحمدي نجاد سيستقبل غداً نظيريه الباكستاني آصف علي زرداري، والأفغاني حميد قرضاي في قمة إقليمية في طهران.
في الشأن الداخلي، انتقد المرشّح الإصلاحي للانتخابات الرئاسية الإيرانية، مهدي كروبي، تصريحات الرئيس نجاد، التي نفى فيها حصول المحرقة، مؤكداً أن هذا الأمر صبّ في مصلحة إسرائيل.
ونقلت صحيفة «اعتماد ملي» عن كروبي قوله إن «نجاد أدى أكبر خدمة لإسرائيل عبر الحديث عن المحرقة لأن العالم اليوم استنفر دعماً لإسرائيل».
وفي السياق، أفادت الصحف الإيرانية أن رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي المرشح للانتخابات الرئاسية المرتقبة في 12 حزيران وتدعمه أبرز الأحزاب الإصلاحية، سيطلق هذا الأسبوع صحيفة اسمها كلمه «سبز» (كلمة خضراء).
في هذه الأثناء، حظر القضاء الإيراني مجدداً صحيفة «ياس ـــــ نو» (ياسمين جديد) الإصلاحية، غداة عودتها إلى الأكشاك بعد اختفائها ست سنوات. وأعلن نائب وزير الثقافة المكلف شؤون الصحافة، علي رضا ملكيان، إنه «جرى وقف نشر «ياس ـــــ نو» بناءً على طلب من مدّعي» طهران.
وكانت الحكومة الإيرانية قد حثّت أمس وسائل الإعلام على العمل بحماسة في الانتخابات الرئاسية، لكنها حذّرتها من خرق الحدود الأخلاقية والثقافية للجمهورية الإسلامية.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)