لعل ما يثير حذر طهران أخيراً من أي تقارب محتمل مع واشنطن هو موقع إسرائيل في الاستراتيجيّة الأميركية، إذ تربط أي تفاهم مع الولايات المتحدة بتغيير موقفها الداعم لتل أبيب. موقف يُعتبر بنظر المسؤولين الإيرانيين أهم أسباب العداء لواشنطن
طهران ــ محمد شمص
دعا المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي، في خطاب في كردستان (غرب)، الشعب إلى عدم التصويت لمرشحين رئاسيين «يستسلمون أمام العدو» الغربي، فيما قطع رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني الشك باليقين، مخاطباً المراهنين على شعار التغيير للرئيس الأميركي باراك أوباما بالقول «ليعلم أولئك المنتظرون للتغيير في السياسات الأميركية حيال فلسطين، أؤكد لهم أنه لن يتغيّر شيء ». وأضاف أن «الأميركيين أفرطوا في الحديث عن التغيير في وسائل الإعلام، لكننا لا نثق بجدية هذا الموضوع، فهي مجرد حركات تكتيكية في الظاهر». لكنه لم يغلق الباب أمام الحوار، قائلاً «مع ذلك سوف ننتظر لنرى كيف ستكون مجريات الأحداث».
وفي السياق نفسه، نصح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي الأميركيين بفصل مصالحهم عن إسرائيل، لأنها «ستسبّب لهم المشاكل». وجدّد، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، مطالبة طهران بخطوات عملية ملموسة من الجانب الأميركي، نافياً حصول أي زيارة لمستشار الرئيس الأميركي ولي نصر إلى طهران. واعتبر ما لمّح إليه وزير الخارجية منوشهر متكي، بشأن هذه الزيارة، إنما يأتي في إطار تبيان رؤية قانونية لأصل الموضوع.
وقال قشقاوي إن تصريحات الرئيس الأميركي بشأن خطأ سياسة واشنطن إزاء إيران خلال الأعوام الثلاثين المنصرمة هي «نظرة تتسم بالواقعية». وعن محاولات عدد من النواب الأميركيين حظر تصدير البنزين إلى إيران، قال إن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه العقوبات «وقد اتخذنا الإجراءات اللازمة لمواجهة أي حظر»، داعياً في الوقت نفسه إلى «عدم اللعب بورقة منظمة «مجاهدي خلق» المعارضة المحظورة، لأنها «ورقة خاسرة».
من جهة ثانية (يو بي آي، أ ف ب، إرنا)، قال قشقاوي إن تصريح الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، في المنتدى الاقتصادي في البحر الميت والذي تحدث فيه عن ضرورة الحذر من البرنامج النووي الإسرائيلي لا البرنامج الإيراني، هو «ردّ على المحاولات الإعلامية الزائفة التي تهدف إلى إثارة الخوف من إيران والدعاية المناهضة للبرنامج النووي الإيراني السلمي».
وأضاف أن موسى «أحبط محاولات الذين يزعمون أن إيران هي مصدر التهديد، وأن الأمين العام للجامعة العربية أكد صراحة أن الكيان الصهيوني هو التهديد الرئيسي».
وعن تأجيل القمة الثلاثية بين إيران وأفغانستان وباكستان، والتي كان من المقرّر أن تعقد اليوم الثلاثاء، في طهران، أوضح المتحدث الإيراني أن هذا التأجيل جاء بسبب برنامج العمل المثقل للرئيس الباكستاني آصف علي زرداري. ولم يذكر موعداً جديداً للقمة.
في غضون ذلك، دعا المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، في خطاب في كردستان (غرب)، الشعب إلى عدم التصويت لمرشحين رئاسيين «يستسلمون أمام العدو» الغربي. وقال «يجب ألاّ يصل إلى الحكم مرشحون يستسلمون أمام العدو ويلحقون العار بالشعب الإيراني»، في إشارة إلى أبرز منافسي الرئيس الإيراني الحالي محمود أحمدي نجاد، الذي يخوض في 12 حزيران الانتخابات من أجل ولاية ثانية من أربع سنوات.
ودعا المرشد الأعلى للثورة الإسلامية إلى الحفاظ على الوحدة الإسلامية وإجهاض محاولات «البعض» إثارة الفتن المذهبية بين المسلمين.