جدد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، دفاعه عن إغلاق معتقل غوانتنامو، أمام أنصاره من الديموقراطيين الذين شككوا في إمكان استيعاب السجون الأميركية للمتهمين بالإرهاب، فضلاً عن مواجهة نائب الرئيس السابق، ديك تشيني، الذي مثّل منذ فترة رأس حربة جمهورية لانتقاد قرارات أوباما.وفي خطاب ألقاه في الأرشيف الوطني، للدلالة على امتثال قراره للدستور الأميركي، دافع أوباما عن إغلاق المعتقل واتهم الإدارة السابقة بتبذير القيم الأميركية من خلال استراتيجية مكافحة الإرهاب التي اعتمدتها. وجادل في أن توجهه لمحاكمة المتهمين من «القاعدة» واعتقالهم سيكون أكثر تأثيراً ومشرفاً للقيم والمبادئ الأميركية. وقال إن «أول ما أفكر فيه في الصبح وآخر ما أفكر فيه قبل النوم هو أمن الأميركيين»، قبل عرض الاستراتيجة التي تخدم هذا الهدف عبر «نقل الحرب إلى ساحة أولئك الذين هاجمونا في 11/9» وحماية الحدود وتعزيز الشراكات الدولية لإلحاق الهزيمة بـ«القاعدة».
وأشار أوباما إلى رمزية المكان الذي يقف فيه لدعم دفاعه عن قراراته الخاصة بإغلاق المعتقل ووقف استخدام وسائل التحقيق القاسية، قائلاً: «لا يمكن حماية بلدنا إلا من خلال تعزيز قيمنا». وأضاف: «علينا أن نبيّن الفرق في القيم الأخلاقية بيننا وبين أعدائنا، قيمنا أكثر ديمومة من إيديولوجيات الكراهية». وكان لتجربته الخاصة «منذ حطّ والدي على الشواطئ الأميركية، وتربية والدتي، ورحلتي التي مرت عبر كفاحات أجيال متعاقبة» حصة في تمتين حججه.وانتقد أوباما السياسات التي اتخذتها الإدارة السابقة في هذا المجال، والتي كانت تستند «إلى خوفها، لا إلى بصيرة نافذة». وقال إن تلك السياسات «أسهمت في تعزيز الإرهاب وزيادة أعداء أميركا». وعرض القرارات التي اتخذها منذ وصوله إلى البيت الأبيض: وقف استخدام وسائل التحقيق القاسية وإغلاق معتقل غوانتنامو. وقال إنه «على مدى 7 سنوات، احتجزنا مئات المعتقلين واعتمدنا نظام المحاكمات العسكرية، وقد نجحنا في إدانة 3 متهمين فقط». وشدد على أن الفوضى الناجمة عن المعتقل هي بسبب سياسات الإدارة السابقة التي «خلفت لإدارته صداعاً سياسياً معقداً»، قائلاً: «نحن ننظف ما يمكن أن نصفه ببساطة بأنه فوضى وتجربة خاطئة تركت آثارها في سيل من الطعون القانونية».
كذلك أكد أوباما أن إدارته «لن تطلق سراح أي متهم يعرّض أمن الأميركيين للخطر»، مشيراً إلى أنّ المعتقلين سيُنقلون إلى سجون أخرى في الولايات المتحدة وأن «هذه السجون مشدّدة، ولم يحدث أن هرب منها أي معتقل»، في إشارة لطمأنة بعض الديموقراطيين. وأكد أن هناك فئة من المتهمين لا يمكن محاكمتهم ويمثّلون تهديداً على أمن الولايات المتحدة، كالذين أشرفوا على تدريب معسكرات لطالبان أو أدلوا اليمين أمام زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن، «هؤلاء لن يطلق سراحهم، لكن اعتقالهم لن يكون خارج القانون».
(الأخبار)