تقلّصت قصة «اعتقال مسؤول كبير في تنظيم القاعدة» في البرازيل، التي أثارتها جريدة «فوليا دي سان بولو» وتناقلتها أمس وكالات الأخبار العالمية، إلى حجم «تعليقات عنصرية على شبكة الإنترنت»
بول الأشقر
كشفت، أمس، تفاصيل خبر اعتقال المسؤول في «القاعدة»، الذي أعلن في البرازيل، أول من أمس، ليتحوّل إلى مجرّد تعليقات لمواطن لبناني على الإنترنت؛ فقد طلب مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي «أف بي آي» قبل شهرين من الشرطة البرازيلية التحقيق مع مواطن لبناني بقاعي يبدأ اسمه بحرف ق. (لم يذكر اسمه الكامل) بعد رصد تعليقات «هجومية صادرة عنه على موقع جهاد ميديا باتاليون»، وهو موقع مصنّف أنه «يروّج لمواقف القاعدة». واعتقل الرجل بقرار قضائي في 25 نيسان الماضي وأفرج عنه في 18 أيار.
وفي قرار الإفراج، شرح القاضي أن قرار الاعتقال الذي اتخذ «بطلب من سلطات أجنبية» لا يمكن تمديده. وذكر بيان صادر عن الادعاء الاتحادي «أن التحقيقات لم تثبت أن المعتقل في ساو باولو هو عضو في تنظيم القاعدة». ويجدر التوضيح هنا أنه حتى لو أثبت أن للرجل علاقات مع مجموعات متطرفة، لم يكن ممكناً إبقاؤه معتقلاً لأنه لا توجد «جريمة الإرهاب» في البرازيل. ومن الممكن اعتقاله فقط إذا ارتكب في البرازيل جرماً ينص عليه القانون أو في حال طلب تسليمه من دولة أجنبية. وستجري مقاضاته الآن لارتكابه «جرماً عنصرياً»، وهو ما قد يعاقب عليه في البرازيل.
وتحدث محامي الرجل عن «الارتباك لدى الشرطة» وعن «التسرّع»، مضيفاً أنه «ليس لموكله أي علاقة بمنظمة عسكرية أو إرهابية»، «كلّ ما في الأمر أنه أبدى رأيه على الإنترنت، وهو يجهل تماماً أنه من الممكن تصنيف ذلك جرماً في البرازيل». وبحسب المحامي، يعيش موكله في غرفة خلفية من بيت في ساو باولو ويقوم بتصليح أجهزة كمبيوتر. وهو يمتلك إقامة دائمة في البرازيل لأنه متزوج من برازيلية ولديهما ولدان. ووضعه القانوني هذا يحول دون ترحيله، وهو تدبير يجيزه القانون في حال ارتكاب أجنبي جرماً على الأراضي البرازيلية.
وبعدما تداولت الوكالات الدولية خبر «اعتقال مسؤول كبير من القاعدة في البرازيل»، تطرّق وزير العدل تارسو جينرو إلى الموضوع قائلاً: «لا بؤر إرهابية منظمة في البرازيل، هذه إحدى الجرائم العديدة التي ترتكب على الإنترنت. جريمة العنصرية ليست جريمة الإرهاب، هذا هو سبب التحقيق والاعتقال والمقاضاة».
ووصل الموضوع إلى المؤتمر الصحافي المشترك الذي كان يعقده الرئيس لولا إيغناسيو دا سيلفا مع نظيره الفنزويلي هوغو تشافيز، في القمة الدورية التي جمعتهما أول من أمس في باهيا. وعندما سئل لولا عن الموضوع، أبدى انزعاجاً من تسريب نبأ الاعتقال، وقال «يبدو أن التسريب لم يأت من البرازيل بل من الخارج. وأنا أرى قلة احترام أن يبدي أحدهم في الخارج رأيه بمواطن، أياً تكن جنسيته، اعتُقل، وهو يقاضى اليوم تحت سرية التحقيق».