خاص بالموقع | 12:44 AMانتهت المبارزة غير المباشرة بين الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز والروائي البيروفي الشهير ماريو فارغاس لوسا، بعرض دعائي كبير بين الطرفين. ففارغاس لوسا، أحد أكابر الأدب الأميركي اللاتيني الحديث، موجود في فنزويلا لحضور مؤتمر بدعوة من المفكرين والسياسيين اليمينيين والليبراليين للحديث عن حرية الإعلام والصحافة، لمناسبة مرور عام على إقفال تلفزيون «آر ـ سي ــــ تي ـ في» وللدفاع عن «تهديدات تشافيز» الموجهة لقناة «غلوبوفيزيون»، أهم تلفزيون معارض في فنزويلا.
أما تشافيز، فيحتفل بمرور عشر سنوات على بدء برنامجه الإذاعي والتلفزيوني «ألو بريزيدانتي»، وقد قرر لهذه الغاية، إطلاق أربعة برامج جديدة، بدءاً من يوم الخميس الماضي، بدلاً من البرنامج الأسبوعي الذي يُبثّ عادة السبت.
وقد عقد تشافيز برنامجين ماراثونيين يومي الخميس والجمعة، مدة كل منهما ست ساعات. وفي اليوم الثاني، دعا المثقفين «اليمينيين» إلى ندوة مع نظرائهم «البوليفاريين» ليشاركوا في مناظرة في برنامجه ليوم السبت (أول من أمس).
دعوة أرفقها تشافيز بتعهّد بأن يجلس، خلال البرنامج ـ المناظرة، «بين الجمهور ولا أتدخل». ووافق فرغاس لوسا على الدعوة «شرط أن تكون المناظرة بينه وبين تشافيز، وأن يكون وقت كل واحد منا متساوياً، ومن دون جوقة مصفقين».
ولوسا، أحد كبار الروائيين الأحياء في أدب المنطقة، إلى جانب المكسيكي كارلوس فوينتس والكولومبي غارسيا ماركيز، أصبح منظراً أساسياً للفكر الليبرالي في أميركا اللاتينية وسبق أن ترشح للانتخابات الرئاسية في البيرو عام 1990 وخسر بطريقة مفاجئة أمام الرئيس السابق ألبرتو فوجيموري.
وكان البوليس الفنزويلي قد أوقف لوسا لدى وصوله إلى مطار كراكاس في الأسبوع الماضي، وحُجز جواز سفره لمدة ساعة قبل أن يُحذّر بعدم الإدلاء بتصاريح سياسية في فنزويلا بصفته «أجنبياً». وكان الرجل قد تلقى انتقادات لاذعة من عدد من الوزراء الفنزويليين باعتباره «مثقفاً سابقاً» أو «شبه مثقف» بسبب مواقفه القاسية إزاء سياسات تشافيز وشخصه.
لم يذهب المثقفون «اليمينيون» إلى المبارزة التلفزيونية، وكرّس تشافيز برنامجه الثالث ـ الذي اقتصره على ساعتين ـ لانتقاد لوسا وزملائه وأيضاً قناة «غلوبوفيزيون». وعلّق الرئيس على عدم تلبية المثقفين اليمينيين دعوته بالقول «لا يستطيعون أن يتحملوا مبارزة جدية ولا أن يشرحوا لنا انهيار رأسماليتهم».
أما عن لوسا، فقال تشافيز بتهكم «عليه أولاً أن يتأهل سياسياً، أن يعود إلى البيرو وأن يستعيد جنسيته (لأن لوسا مقيم في البيرو وقد نال الجنسية الإسبانية) ثمّ أن يترشح على الانتخابات ويفوز بها». ولم يوفر تشافيز «غلوبوفيزيون» من انتقاداته، متهماً إياها بالتآمر على حكومته، قبل أن يضيف مهدّداً «لن ترتجف يدي لحظة معاقبتها».
في هذا الوقت، عقد لوسا مؤتمراً صحافياً رأى فيه أن دعوة تشافيز «لم تكن جدية بل مجرد دعاية وربما كمين»، كاشفاً أنه يعرف «هشاشة أفكاره»، وأن تشافيز «اتخذ جميع احتياطاته لئلا تحصل مبارزة حقيقية بين الأفكار، وكعادته لجأ إلى الكذب». وجزم لوسا بأنه لا يريد أن تتحول فنزويلا «إلى مجتمع شيوعي استبدادي ولن نسمح بذلك».
لقد أنهى تشافيز، أمس، الحلقة الاحتفالية لبرنامجه، وكان من المتوقع أن يحضر نظيره ورفيقه البوليفي إيفو موراليس. ويعرب عدد من المراقبين عن ثقتهم بأنّ تشافيز يحتفظ بمفاجأة إعلامية لنهاية «مسلسله التلفزيوني».
(الأخبار)