تعترض الاستراتيجيته الأميركية لأفغانستان وباكستان عدة عقبات، أبرزها يقبع عند الشريك الباكستاني الذي يحتضن أخطر بقعة في المعركة، المنطقة القبلية الشمالية الغربيةأكّد المسؤولون الأميركيون والباكستانيون وجود فجوة غياب ثقة بين البلدين في حربهما على «الإرهاب»، عقب محادثات أجراها المبعوث الأميركي إلى أفغانستان وباكستان، ريتشارد هولبروك، وقائد القوات المشتركة، مايكل مولن في إسلام آباد.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع هولبروك ومولن، قال وزير الخارجية الباكستاني، محمود قرشي، «يمكن أن نعمل معاً فقط إذا تبادلنا الاحترام والثقة». وأشار إلى وجود «فجوة بيننا وبينهم»، موضحاً أن باكستان «لديها خطوط حمراء» لا ينبغي تجاوزها، في إشارة إلى الضربات الجوية الأميركية «الأحادية» داخل باكستان.
وأكد قرشي أن واشنطن قبلت موقف بلاده برفض وجود قوات أجنبية على أراضيها، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على عقد جولة أخرى من المحادثات في واشنطن في السادس والسابع من أيار المقبل.
في المقابل، ادعى الضيفان الأميركيان أن وكالة الاستخبارات الباكستانية لديها علاقات مع بعض المجموعات المتمردة، وتحدث مولن عن «تحديات متصلة بالدعم الماضي لوكالة الاستخبارات إلى المتمردين»، مضيفاً «أعتقد من المهم أن ينتهي هذا الدعم».
وعما إذا كان ممكناً للولايات المتحدة أن تسلّم طائراتها القتالية من دون طيار إلى باكستان كي تشن هي الهجمات ضد المتمردين، رفض مولن الإجابة مباشرة، قائلاً إن الأميركيين مستعدون لمشاركة نظرائهم الباكستانيين في التقنيات والدروس المشتقة من الحرب في العراق، فيما رأى هولبرك أن العنف في باكستان «سيدفع نحو تعاون باكستاني ـــــ أميركي أكثر».
من جهته، وصف الرئيس آصف زرداري، في مقابلة مع صحافيين أميركيين يسافرون مع هولبروك، الادّعاءات حول مساعدة الاستخبارات لعناصر «طالبان» من أجل شن هجماتهم داخل أفغانستان بأنها «افتراضات».
وعن الضربات الجوية الأميركية داخل المناطق القبلية، قال إن «المسؤولين الأميركيين نفوا ما تداولته تقارير إعلامية عن توسيع مدى هذه الضربات إلى أبعد من الحدود الشمالية الغربية»، مضيفاً «تم التأكيد لنا بأن هذه التقارير ليست مبنية على حقائق». وخلال لقائه مع المسؤولين الأميركيين، ليل أول من أمس، أعلن زرداري أن بلاده تخوض معركة من أجل البقاء ضد الإرهاب، مطالباً بدعم دولي غير مشروط لبلاده. وأضاف أن «مئات الجنود الباكستانيين قتلوا منذ تخلّت باكستان عن دعمها لطالبان بعد أحداث 9/11».
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي)