جددت مولدافيا، أمس، اتهاماتها لرومانيا بالتورط في أعمال الشغب التي شهدتها العاصمة شيسيناو، والتي اتهمت المعارضة الحزب الشيوعي الحاكم بافتعالها.وأعلن رئيس لجنة السياسة الخارجية في برلمان مولدافيا، غريغوري بيترينكو، أنه تتوافر لدى سلطات مولدافيا تسجيلات مصوّرة تثبت مشاركة مواطنين من رومانيا في أعمال الشغب. واعتبر أنه «لم يكن عفوياً الهتاف إبان هذه الفعاليات أمام مبنى البرلمان والديوان الرئاسي، بالشعارات التي تدعو إلى الاتحاد مع رومانيا، ولم يكن عفوياً رفع علم رومانيا ولصق خريطة ما يسمى برومانيا الكبرى. ولم تكن عفوية مشاركة عدد غير قليل من مواطني رومانيا في فعاليات الاحتجاج...».
وانتقد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، تدخل بوخارست، داعياً الاتحاد الأوروبي ورومانيا لكي يحرصوا على عدم تقويض السيادة المولدافية. وقال في مقابلة مع وكالة «ريا نوفوستي»، «نأمل أن يتخذ الاتحاد الأوروبي ورومانيا إجراءات لضمان أن الأعلام والشعارات الرومانية ليست ذريعة لإلحاق الضرر بالسيادة المولدافية».
أما المعارضة المولدافية، فاتهمت الشيوعيين بالوقوف وراء أعمال العنف. وقال رئيس الحزب الليبرالي، ميهاي غيمبو، «نملك أدلة بما فيها أشرطة مصورة، على أن المحرضين مصدرهم الشيوعيون». أما رئيس الحزب الليبرالي الديموقراطي، فلاد فيلات، فدعا «الاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى تأليف لجنة تقويم وتحقيق بِان أعمال الشغب في شيسيناو».
وفي محاولة لاحتواء تداعيات الأزمة بين مولدافيا ورومانيا، التقى وزير الخارجية الروماني كريتسيان دياكونيسكو، أمس، سفراء دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وبحث معهم الوضع في مولدافيا.
وفي السياق، دعا الاتحاد الأوروبي السلطات المولدافية إلى «تطبيع العلاقات» مع رومانيا واحترام «كل الحريات الدستورية». وأصدر الوزراء بياناً جاء فيه ندعو «الحكومة المولدافية إلى إعادة العلاقات الطبيعية مع رومانيا». وأضاف البيان «ندعو السلطات المولدافية إلى احترام كل الحريات الدستورية، وكل الأطراف إلى الأحجام عن أي عمل عنيف».
من جهتها، اعتمدت رومانيا أمس لهجة تصالحية مع مولدافيا، معلنةً أنها «ستواصل انتهاج سياسة الانفتاح» تجاهها، و«لن تلجأ إلى مبدأ المعاملة بالمثل»، للرد على الخطوات المولدافية المتمثلة باعتبار السفير الروماني، فيليب تيودوريكس، شخصاً غير مرغوب فيه، وإعادة العمل بنظام تأشيرات الدخول بين البلدين. كما أعلنت عن موافقة لجنتي السياسة الخارجية في البرلمان على تعيين الدبلوماسي مينيا كونستانتينيسكو، سفيراً جديداً لدى مولدافيا.
وفي سياق متصل، قالت وكالة أنباء «ريا» الروسية، إن السلطات في مولدافيا تعتزم طرد ثلاثة صحافيين رومانيين. ونقلت عن مصدر في جهاز الاستخبارات المولدافي، لم تكشف عن هويته، قوله إن الصحافيين الثلاثة تورطوا في «أنشطة تتعارض» مع القانون في مولدافيا. كما رفضت السلطات المولدافية منح تأشيرات دخول لعدد من المراسلين الرومانيين يعملون لدى وسائل الإعلام الدولية، ولم تسمح لهم بتغطية الأحداث في مولدافيا.
إلى ذلك، أفادت النتائج النهائية التي وزعتها اللجنة الانتخابية المركزية، بأن الشيوعيين لم يحصلوا في الانتخابات النيابية على الأكثرية الضرورية لانتخاب رئيس البلاد. وقال مسؤول في اللجنة إن الشيوعيين حصلوا على 49.48 في المئة من الأصوات، أي 60 مقعداً من أصل المقاعد الـ101، فيما حصل كل من الحزب الليبرالي والحزب الليبرالي الديموقراطي على 15 مقعداً، وتحالف مولدافيا بلادنا، على أحد عشر مقعداً.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)