strong>لم تمنع الشروط التي رفعها الرئيس الفلسطيني محمود عباس للحوار مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة، من إجرائه اتصالاً مع رئيسها بنيامين نتنياهو، الذي لم يعده بجديد، سوى السير قدماً في المفاوضاتالخلاف الأميركي ــ الإسرائيلي بشأن مفاوضات السلام لا يزال يحتل حيّزاً مهمّاً من عناوين الصحف الإسرائيليّة، التي كشفت أمس عن نيّة الرئيس باراك أوباما الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقبول بحل الدولتين. ضغط قد يقلّل منه «انفتاح» محمود عباس على نتنياهو عبر الاتصال الأوّل بينهما أول من أمس.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، أن أوباما وكبار المسؤولين في الإدارة الأميركية يعتزمون ممارسة ضغوط كبيرة على نتنياهو لدى زيارته إلى واشنطن، وذلك للموافقة على حل الدولتين للصراع الإسرائيلي ـــ الفلسطيني وبدء مفاوضات مكثفة مع الفلسطينيين.
ونقلت «يديعوت» عن مساعد لأوباما ضالع في الإعداد لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين قوله إن «أوباما ينوي بكل تأكيد أن يُبين لنتنياهو من هو الرئيس هنا».
ويتوقع أن يلتقي أوباما نتنياهو في البيت الأبيض في الرابع أيار المقبل. وبحسب «يديعوت»، فإن أوباما سيصر خلال لقائه نتنياهو على وضع جدول زمني وإطار عمل للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، وسيوضح لنتنياهو أنه يتوقع منه العمل على إحداث تقدم في الموضوع الفلسطيني، وفي المقابل أن يشرف أوباما شخصياً على معالجة الموضوع الإيراني بصورة مكثفة.
وأضافت الصحيفة إن تقديرات مسؤولين في الإدارة الأميركية تشير إلى أن المواجهة بين أوباما ونتنياهو «حتمية»، وذلك على خلفية رفض الأخير إعلان التزامه بحل الدولتين. وتابعت أن المسؤولين في البيت الأبيض يدرسون في هذه الأثناء إمكان عقد قمة ثلاثية تجمع أوباما بنتنياهو وعباس، وأنه سيكون بالإمكان عقد قمة كهذه فقط إذا تبين أنه في ختامها سيصدر بيان مشترك يجري التعبير من خلاله عن الاستعداد للتوصل إلى حل يستند إلى مبدأ الدولتين للشعبين.
من جهة أخرى، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه فيما تلقّى عباس وعبد الله الثاني في الأيام الأخيرة دعوة رسمية لزيارة البيت الأبيض، فإن نتنياهو لم يتلقّ بعد دعوة مماثلة.
وأضافت الإذاعة إن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن الإدارة الأميركية تحاول بذلك إرسال تلميح غير مباشر إلى حكومة نتنياهو تعبّر من خلاله عن استيائها من تصريحات وزير خارجية إسرائيل أفيغدور ليبرمان، الذي رفض فيها الالتزام بعملية أنابوليس، وأعلن أن العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين «وصلت إلى طريق مسدود».
وجاء تقرير «يديعوت» غداة الاتصال الهاتفي الأول بين نتنياهو وعبّاس، الذي جرى بمبادرة من الرئيس الفلسطيني. وأعلن بيان إسرائيلي أن نتنياهو «ذكّر بالتعاون والمحادثات التي جرت بينهما في الماضي، وأبدى رغبته في معاودة ذلك في المستقبل بغية دفع عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين». وأضاف «إن رئيس السلطة الفلسطينية اتصل هاتفياً برئيس الوزراء ليعبّر له عن تمنياته لمناسبة الفصح اليهودي، ويؤكد على ضرورة العمل من أجل السلام»، مشيراً إلى أن «المحادثة كانت ودية».
بدورها، انتقدت حركة «حماس» اتصال عباس مع نتنياهو هاتفياً، وتهنئته بعيد الفصح اليهودي، واعتبرته «رسالة استسلام» جديدة. ورأى الناطق باسم الكتلة البرلمانية لـ«حماس»، صلاح البردويل، أن الاتصال «يمثّل رسالة سيئة جداً إلى الحوار الوطني وإلى أبناء الشعب الفلسطيني وكرامته».
ورأى البردويل أن الاتصال «يأتي في إطار رسالة الاستسلام الجديدة للعدو الصهيوني التي أهداها إليه وزراء الخارجية العرب، الذين اجتمعوا في عمان، وأعلنوا تمسكهم بمبادرة السلام العربية وسط تنكّره لها». وقال إنه «لا يجوز لأي إنسان فلسطيني سواء كان رئيساً أو أي إنسان يدّعي أنه ينتمي إلى فلسطين، أن يتصل مجرد اتصال برئيس الوزراء الصهيوني أوّلاً، لأن دماء الشعب الفلسطيني لم تجفّ ومباني أبناء الشعب الفلسطيني وبيوتهم لم ترمّم حتى هذه اللحظة، والأطفال والجرحى لم يتعافوا منهم». وأشار إلى أن الاتصال «يأتي في وقت يعلن فيه العدو صراحة تنكّره ليس فقط لحقوق الشعب الفلسطيني بل حتى لعملية السلام، التي اعتبرها عملية استسلام من جانب الشعب الفلسطيني».
كما انتقد القيادي في «حماس» إعلان وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأخير في عمان التمسك بمبادرة السلام العربية، قائلاً «للأسف كان الرد على التطرف الصهيوني رسالة استسلام جديدة». وأضاف «لا عجب في أن يخرج (الرئيس الفلسطيني) أبو مازن بعد ذلك ويوصل رسالة تهنئة إلى نتنياهو».
وكان عبّاس قد أجرى أول من أمس مباحثات مع الملك السعودي عبد الله، تناولت عملية السلام في الشرق الأوسط. وقال المتحدث باسم السفارة الفلسطينية في الرياض، ماهر الكركي، إن «الرئيس عباس أطلع الملك على آخر تطورات عملية السلام». وأضاف إنهما بحثا أيضاً خطة السلام العربية، وأعربا عن الأسف لكون الدولة العبرية قد «أدارت ظهرها لخيار الدولتين».
(أ ب، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)


عبد الله الثاني مفوّض لترويج المبادرة العربيةوقال مصدر في القصر إن وزراء خارجية كل من السعودية وقطر ومصر ولبنان وفلسطين التقوا الملك عبد الله يوم السبت في عمان، وطلبوا منه رسمياً أن «ينقل الموقف العربي الموحد» لأوباما.
ويقول مسؤولون إن الملك عبد الله سيقول لأوباما إن إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، وانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة هو السبيل الوحيد لإنهاء العنف المتصاعد وتحقيق أمن حقيقي لإسرائيل. ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصدر أردني قوله إن عبد الله الثاني سيشدّد على مسمع أوباما على تأييد الأردن لحل الدولتين اللتين تعيشان جنباً إلى جنب بسلام. كذلك من المتوقع أن يشجع أوباما تأييد حكومة الوحدة الفلسطينية.
(رويترز، الأخبار)