نيويورك ـ نزار عبودتوصلت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي مع اليابان، إلى اتفاق مبدئي على مسودة مشروع بيان رئاسي مشترك يدين كوريا الشمالية على «إطلاق الخامس من نيسان»، في إشارة إلى إطلاق الصاروخ الذي يحمل قمراً اصطناعيّاً. ويطلب البيان من كوريا الالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي أو مواجهة المزيد من العقوبات عند تكرارها.
وقدمت مشروع البيان المندوبة الدائمة للولايات المتحدة سوزان رايس(الصورة)، في جلسة مشاورات طارئة عقدت عصر السبت في نيويورك، وقالت بعد الجلسة المغلقة إن البيان يبعث بـ«رسالة قوية واضحة موحّدة وقوية إلى كوريا الشمالية التي تخرق القانون الدولي، ولن تتمتع بالحصانة وستتحمل النتائج». وأضافت أن البيان يرفع من احتمال تشديد العقوبات على كوريا الشمالية إذا لم تذعن «من النواحي المالية والسلعية».
ويطلب مشروع البيان، الذي قدم باسم الدول الخمس مع اليابان، من بيونغ يانغ «ألا تكرر الإطلاق». وجاء فيه أن الإطلاق يخرق بوضوح قرار مجلس الأمن 1718 وكلّ موجباته، كما يطالب الدول الأعضاء باحترام واجباتها حيال الخرق.
وأعرب مندوب اليابان الدائم لدى الأمم المتحدة يكيو تاكاسو، عن رضاه على النتيجة التي تم التوصل إليها، ومن المتوقع أن تلجأ طوكيو إلى فرض عقوبات أحادية الجانب على كوريا الشمالية في وقت قريب. وفي السياق، قال المختص الأميركي بالشؤون الكورية، الدكتور ليون سيغال، لـ«الأخبار»، إن المشكلة في الحوار بين بلاده وكوريا الشمالية هي أن واشنطن نقضت كل الاتفاقات السابقة ودفعت بيونغ يانغ نحو إنتاج أسلحة نووية وصواريخ. وأضاف «لو أرادت كوريا الشمالية إنتاج رؤوس نووية بالمئات لفعلت ذلك منذ زمن طويل. لكن الأميركيين كانوا يدفعونها دفعاً نحو التطرف وحملوها على العودة إلى إنتاج البلوتونيوم بعد وقف مشاريعهم لعشر سنين كاملة».
ورغم أنها فشلت هذه المرة، إلا أنه نبّه إلى أن هذه الصناعة «قائمة على التجارب»، وبالتالي فإنه مع الوقت ومع تزايد التجارب من الممكن أن تتوصل كوريا إلى تطوير تقنياتها الصاروخية.
ووجّه سيغال اللوم إلى إدارتي بيل كلينتون وجورج بوش، في سدّ باب الحوار مع كوريا الشمالية «التي لا أحد يستطيع الادعاء بالعلم بما يجري داخلها». وطالب وسائل الإعلام بالإصغاء جيداً إلى كل ما يصدر عن كوريا الشمالية، «فهي تقدم في كل بيان تصدره اقتراحات محددة للحل». وميز الخبير الأميركي، في حوار أجراه معه المراسلون في الأمم المتحدة نهاية الأسبوع الماضي، بين الصاروخ الموجّه والصاروخ العلمي الذي يضع قمراً اصطناعياً في الفضاء. فقال إن الصاروخ الموجّه يتمتع بالقدرة على العودة إلى غلاف الأرض الجوي. بينما الصاروخ المستخدم للأغراض العلمية يكتفي بإيصال القمر الصناعي إلى مداره. وبالتالي فإنه لا يصلح لحمل رأس نووي، مؤكداً أن هذا ما فعلته كوريا الشمالية أخيراً.
ورأى سيغال أن الحوار وحده يمكن أن يفضي إلى حل مع كوريا الشمالية، «أما التحدي والعقوبات فلن يجديا نفعاً»، مشدداً على دور الصين، الذي سيبقى أساسياً في بلوغ حلول.
كذلك كشف الخبير الأميركي، عن عرض كان الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، قدمه عام 1993 يتضمن مساعدات مالية بمئات ملايين الدولارات ورفع العقوبات عن كوريا الشمالية لقاء تخلّيها عن تزويد سوريا وإيران بالصواريخ، لكنها رفضت.