strong>نتنياهو وعباس ومبارك إلى واشنطن قريباً... وليبرمان يصف المبادرة العربية بـ«الخطيرة»جدّد الرئيس الأميركي باراك أوباما، خلال لقائه الملك الأردني عبد الله الثاني في واشنطن، أمس، تمسّكه بخيار السلام وحلّ الدولتين، متوقعاً أن تشهد الأشهر المقبلة «مبادرات حسن نيّة». توقّع دحضه وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بوصفه مبادرة السلام العربية بـ«الخطيرة»

واشنطن ــ محمد سعيد
أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما عن أمله أن تشهد الشهور القليلة المقبلة صدور مبادرات «حسن نيّة» من جانب أطراف عملية التسوية السلمية للصراع العربي الإسرائيلي، رافضاً الدخول في ماهية تفاصيل «هذه النيّات». لكنه قال، لدى استقباله الملك الأردني عبد الله الثاني في البيت الأبيض، أمس، «أعتقد أن الأطراف في المنطقة ربما يكون لها معرفة بالخطوات التالية التي يجب القيام بها»، مؤكداً أن احتمالات السلام في المنطقة «لا تزال قائمة».
ورغم واقعية هذا الاحتمال، قال أوباما إن «ما يتعيّن علينا فعله هو الرجوع عن حافة الهاوية»، موضحاً أنه «يتوقّع زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة قريباً». وأضاف «لا يمكننا التحدث إلى الأبد. وعند مرحلة معينة، لا بد من اتخاذ خطوات حتى يتمكّن الناس من رؤية تقدّم على الأرض، ونتوقع حدوث ذلك خلال الشهور المقبلة. أنا مؤيّد قوي لحلّ الدولتين، عبّرت عن هذا في السابق علناً وسأستمر بالتعبير عن تأييدي هذا حتى في اللقاءات الخاصةوأكد أوباما «الحاجة إلى المزيد من الاستماع للإسرائيليين، وهم لا يزالون يبلورون مواقعهم ومواقفهم ويعززونها»، مشيراً إلى أن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج «ميتشل سيواصل الاستماع إلى الإسرائيليين وإلى الشركاء العرب والفلسطينيين». ورأى أن «الأمل في السلام ما زال قائماً، لكنه يتطلّب قرارات وخيارات صعبة من جانب جميع الأطراف واتخاذ خطوات ملموسة»، مضيفاً أن بلاده «ستنخرط بعمق في هذه العملية حتى يُحرز تقدّم».
وحذر أوباما من أنه «ليس من مصلحة الفلسطينيين أو الإسرائيليين أن يواصلوا الصراع المستمر منذ عقود»، مؤكداً عزم حكومته على مواصلة «تشجيع التزام الدول العربية بعملية السلام». وأشار أوباما إلى «الجهود التي يبذلها ميتشل» قائلاً إنه يريد أن يرى هذه الجهود «تسير بالطريقة نفسها التي قادها في إيرلندا وأدّت إلى اتفاق سلام الجمعة العظيمة». كذلك أعرب عن تقديره للخطوات التي يقوم بها الزعماء العرب في طرحهم للمبادرة العربية، قائلاً إن «الولايات المتحدة بدأت تسلك سبيلها نحو تكملة مبادرة السلام العربية، باعتبارها خطوة بنّاءة للغاية»، مشيراً إلى أن «عبد الله (الثاني) يقوم بخطوات من شأنها استدامة المبادرة العربية ودعمها، حتى ونحن نرى تراجعاً في المفاوضات». واعتبر خطوات الملك الأردني «إنجازاً جوهرياً يحسب له».
وفي ما يتعلق بتصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في مؤتمر «دوربان 2» لمناهضة العنصرية، قال أوباما إن «ما يبعث على الأسى أن هذا الخطاب من جانب الرئيس الإيراني ليس بجديد»، مضيفاً أن «إيران تمثّل قضية في غاية التعقيد مع وجود مراكز عديدة للقوة فيها». وأكد أن «هذا الخطاب من جانب نجاد لا ينفع وضع إيران بقدر ما يضرّه، من حيث العلاقات مع الولايات المتحدة ومع العالم كله».
وقال أوباما «سنواصل مساعينا بخصوص إمكان تحسين العلاقات وحلّ بعض القضايا المهمة التي يدور من حولها الخلاف، وخصوصاً القضايا النووية». وأضاف أنه يريد إجراء محادثات مباشرة وجادّة مع إيران «من دون استبعاد الخيارات الأخرى عن الطاولة».
من جهته، قال عبد الله الثاني، الذي يعتبر أول زعيم عربي يلتقي أوباما في واشنطن منذ تولّيه مسؤولياته في كانون الثاني الماضي، إنه «سيعمل كل ما في وسعه لمساعدة أوباما في جهوده التي تستهدف تحقيق السلام والاستقرار والأمن في المنطقة». وأكد أن الطرف العربي ينظر الآن إلى «إيجابيات المبادرة وسلبياتها لنرى كيف بإمكاننا ترتيب الأحداث خلال الشهور المقبلة، بحيث تسمح للإسرائيليين والفلسطينيين، والإسرائيليين والعرب، بالجلوس معاً إلى طاولة المفاوضات».
في هذا الوقت، أعلن المسؤول الأميركي روبرت غيبس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس المصري حسني مبارك «سيزورون واشنطن قبل مغادرة الرئيس الأميركي إلى النورماندي في حزيران المقبل».
الآمال الأوبامية قابلتها مواقف غير مبشّرة أطلقها وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الذي أعرب عن معارضته لمبادرة السلام العربية، واصفاً إياها بـ«الخطيرة». ونقل مراسل الشؤون السياسية في القناة العاشرة تشيكو مناشيه عن ليبرمان قوله في اجتماع داخلي لمجلس إدارة وزارة الخارجية في القدس المحتلة، إنه «يعارض مبادرة السلام العربية بحزم». وأضاف ليبرمان أنه «من غير المعقول أن يُقدَّم لنا إملاء عربي كهذا، وهذا الأمر غير مقبول وفقاً لأي معيار سياسي».
وتطرق ليبرمان إلى البند المتعلق بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين في المبادرة، معتبراً أنه يمثّل «كارثة على إسرائيل».