يتجه الوضع في باكستان نحو التصعيد، ولا سيما أن بوادر معركة عنيفة بين واشنطن وتنظيم «القاعدة» بأدوات باكستانية وأفغانية بدأت تلوح في الأفق منذ إعلان باراك أوباما خطته للقتالسارعت القوات الباكستانية، أمس، إلى حماية المباني الحكومية والجسور في وادي سوات بعدما فرضت حركة «طالبان» سيطرتها عليها في اليومين الماضيين متقدمة باتجاه العاصمة، إسلام آباد. لكن الحشد العسكري لم يمر بأمان، إذ وقعت اشتباكات بين القوات والمتمرّدين في مقاطعة بانر أسفرت عن مقتل ضابط. وقال المسؤول الحكومي، سيد محمد جافد، الذي يشرف على المنطقة الخاضعة لاتفاق السلام، الذي أُبرم بين الحكومة وحركة نفاذ الشريعة الإسلامية في سوات، إن ستة فصائل من حرس الحدود وصلت إلى منطقة بانور، حيث فرض متمرّدو «طالبان» السيطرة. لكنه لم يوضح ما إذا كان حشد القوات موجهاً مباشرة ضد وجود «طالبان». كذلك لم يحدد عدد هذه القوات، لكن في العادة فإن فصيلة الحرس الحدودي تتضمن ما بين 30 إلى 50 عنصراً.
من جهته، قال المسؤول الأمني، حوكام خان، إن مسلحاً فتح النار باتجاه موكب أمني يتضمن بعض أفواج الحرس الحدودي، ما أدى إلى مقتل ضابط وجرح آخر في منطقة توتاليا، لكنه رفض الإفصاح عن هوية المسلح.
ورغم الوضع الأمني الدقيق في المنطقة الشمالية الغربية، فإن المتحدث باسم الجيش، أطهر عباس، قال إن الوضع ليس مضطرباً إلى الحد الذي يصوره البعض، مشيراً إلى أن المسلحين يسيطرون فقط على 25 في المئة من المقاطعة، غالبيتها في الشمال. وقال «نحن واعون بالكامل الى الوضع»، مضيفاً «لقد أُخبر الجانب الآخر كي يُبعد هؤلاء الأشخاص عن المنطقة». لكن اجتماعاً بين زعماء القبائل و«طالبان» في منطقة داكار انتهى أمس من دون أي تعليمات أو بوادر عن انسحاب محتمل للمسلحين.
ورفض مسؤولون من الحركة التعليق على الاجتماع، إلا أن قائداً طالبانياً، يعرف باسم القائد خليل، قال إن المسلحين وافقوا على وقف دورياتهم في بانور، لكنهم سيبقون مسلحين داخل آلياتهم. وأضاف «نحن نفرض الشريعة بسلام، ولا نريد القتال».
ويأتي هذا التصعيد في وقت يقوم فيه رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مايكل مولين، بزيارة إلى إسلام آباد، حيث أكد أن واشنطن ستعالج مخاوف باكستان في الاستراتيجية الجديدة حول أفغانستان وباكستان، بعدما أجرى مباحثات مع كل من رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الباكستانية الجنرال طارق مجيد، ورئيس أركان القوات الجوية راو قمر سليمان، تناولت العلاقات الثنائية ومحاربة الإرهاب ومسائل ذات اهتمام مشترك.
(أ ب، يو بي آي)