150 قتيلاً في المكسيك و40 إصابة في نيويورك وانتقال الوباء إلى أوروباعززت مختلف دول العالم إجراءات المراقبة والحجر الصحي في المطارات والموانئ بعد تنامي المخاوف من تحول مرض إنفلونزا الخنازير إلى وباء، وبعد تشخيص حالات جديدة في عدد من البلدان مصدرها المكسيك
استنفرت الدول عبر العالم في محاولة لتطويق تهديد وباء إنفلونزا الخنازير، الذي ظهر في المكسيك وأوقع نحو 150 قتيلاً واكتشف وجوده أيضاً في الولايات المتحدة وكندا وإسبانيا. وأعلن وزير الصحة المكسيكي، خوسيه أنجيل كوردوفا، ارتفاع عدد الوفيات المحتملة بسبب إنفلونزا الخنازير إلى 149 بعدما كان العدد أول من أمس 103. وأشار إلى أن نحو 400 شخص نقلوا إلى المستشفيات من بين إجمالي نحو 1600 حالة مشتبه فيها.
في إطار مساعدة المكسيك على احتواء الأزمة، أعلن البنك الدولي منح قرض بقيمة 25 مليون دولار لهذا البلد، ووافق على آخر بقيمة 180 مليون دولار على الأمد المتوسط.
وفي الولايات المتحدة، حيث اكتُشفت 20 إصابة جديدة في نيويورك، ارتفع عدد الإصابات إلى 40 من دون تسجيل أي وفاة. وقال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أمس إن المسؤولين الأميركيين يتابعون عن كثب حالات الإصابة بإنفلونزا الخنازير في البلاد، لكن ليس ثمة ما يدعو للهلع. كذلك، دعا مدير الهيئات الصحية الأميركية، ريتشارد بيسر، إلى توقع تسجيل إصابات خطيرة بإنفلونزا الخنازير وحصول وفيات.
وفي كندا، أعلن رئيس قسم الصحة العامة، دافيد بتلر جونز، تسجيل 6 حالات إصابة بمرض إنفلونزا الخنازير في البلاد، موضحاً أن المصابين بالمرض هم من اليافعين الذين زاروا المكسيك في الآونة الاخيرة وأن حالتهم ليست خطرة.
وفي إسبانيا، تأكد ظهور حالة إصابة بإنفلونزا الخنازير أمس. وقالت وزيرة الصحة الإسبانية، ترينيداد خيمينيث، في مؤتمر صحافي، إن الرجل وصل إلى إسبانيا في 22 نيسان، ووضع تحت الملاحظة بعد إصابته بمشاكل في الصدر. وذكر مسؤولون أن نحو 20 مريضاً آخرين وضعوا تحت الملاحظة.
وجرى الاشتباه في وجود إصابات في عددٍ من البلدان، بينها إيطاليا، إذ اشتبه في إصابة امرأة عائدة من الولايات المتحدة، بالمرض. وفي نيوزيلندا، تحاول السلطات العثور على مئات المسافرين الذين كانوا قد رافقوا مجموعة من تسعة طلاب ومدرسهم، عادوا من المكسيك ويشتبه في إصابتهم بإنفلونزا الخنازير.
وعلى الصعيد الأوروبي، أعلنت وزارة الصحة الفرنسية أنه لم يعد هناك أي حالة اشتباه في الإصابة بإنفلونزا الخنازير في البلاد، بعدما تبين أن آخر حالة اشتباه في المنطقة الباريسية، كانت سلبية. كذلك دعت السلطات الرومانية مواطنيها إلى «تفادي السفر الى المكسيك». كذلك تداعى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إلى اجتماع عاجل لبحث مواجهة الوباء.
وفي آسيا، بدأت عدة دول اتخاذ إجراءات وقائية. وعلقت الصين كل وارداتها من لحوم الخنازير ومشتقاتها من المكسيك وعدد من الولايات الأميركية. وقررت اليابان تشديد المراقبة على المسافرين الآتين إلى مطاراتها من الخارج. كذلك قررت إندونيسيا تعليق كل واردات لحوم الخنازير وتعزيز مراقبة المسافرين في مطاراتها الدولية. وفي الفيليبين، دعت السلطات الصحية السكان إلى تفادي العناق والقبل أثناء التجمعات العامة بسبب مخاطر محتملة لانتقال الإنفلونزا. ولم تسجل أي إصابة بهذا الوباء في الفيليبين.
أما عربياً، فقال الأردن إنه علق استيراد منتجات الخنازير ولحومها من الدول التي سجلت إصابات بإنفلونزا الخنازير في إجراء احترازي. وأعلنت السلطات الصحية الأردنية أنها بدأت سلسلة من إجراءات احترازية بتشديد الرقابة على مزارع الخنازير الخاصة.
وفي مصر، أعلنت وزارة الصحة المصرية رفع درجة الاستعداد القصوى بجميع منافذ الحجر الصحي على مستوى الجمهورية في إجراء احترازي لرصد أي حالة لمرض إنفلونزا الخنازير.
وأعلن وزير الصحة السعودي، عبد الله الربيعة، أنه لم تُسجَّل أي حالات مشتبهة في مرض إنفلونزا الخنازير في جميع القطاعات الصحية الحكومية المختلفة في المملكة.
وفي إقليم كردستان العراقي، أعلن وزير الزراعة عبد العزيز طيب عن اتخاذ سلسلة من الإجراءات الوقائية، بينها «إرسال خبراء بيطريين إلى المناطق التي فيها خنازير برية، وإطلاق حملات توعية في تلك المناطق وتأهيل المختبرات، وإن اقتضت الضرورة إنشاء غرفة عمليات للحالات الطارئة».
وفي إسرائيل، أكد نائب وزير الصحة الإسرائيلي المتشدد ياكوف ليتسمان، أن «لا إشارات إلى أن الفيروس وصل إلى إسرائيل، وأجهزتنا مستعدة لمواجهة أي احتمال»، وذلك بعدما أدخل رجلان عائدان من المكسيك إلى المستشفى بعدما ظهرت عليهما أعراض المرض.
وعلى صعيد إجراءات المنظمات الدولية، عقدت اللجنة الطارئة للخبراء التابعة لمنظمة الصحة العالمية أمس اجتماعاً تناولت فيه آخر المستجدات حول الموضوع. وقال الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، أمس، إن فروعهما المحلية في كل أنحاء العالم وُضعت على أهبة الاستعداد تحسباً لانتشار مرض إنفلونزا الخنازير. وقال الأمين العام للاتحاد، بيكيلي غيليتا، إن «لجان الصليب الأحمر والهلال الأحمر يدعمها مختصون من الاتحاد الدولي للصليب الأحمر، تعمل عملاً وثيقاً مع الحكومات على المستوى القومي، وقد وضعت في حالة تأهب عالمي كاملة».
إلى ذلك، يمثّل خطر ظهور الوباء انتعاشاً لبعض الشركات المصنعة للأدوية واللقاحات، وخصوصاً لشركة «روش هولدينج» السويسرية و«جلاكسو سميث كلاين» البريطانية، بعدما اتضح أن الدواءين ريلينزا وتاميفلو اللذين تنتجانهما يحاربان السلالة الجديدة.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)