h1>تزايد وفيّات المكسيك والحالات في العالم... واللقاح يحتاج إلى 6 أشهرعزّزت شتى دول العالم، أمس، من إجراءاتها الوقائية للحدّ من انتشار أنفلونزا الخنازير الذي يهدد بالتحول إلى وباء، وذلك بالتزامن مع رفع منظمة الصحة العالمية، مستوى الإنذار من مخاطر المرض إلى أربعة على سلّم من ستة مستويات، والإعلان عن وجود 79 إصابة مؤكدة
تفاقمت أزمة أنفلونزا الخنازير، أمس، مع وصول عدد الوفيات بهذا المرض إلى أكثر من 150 شخصاً في المكسيك، وتأكيد وجود إصابات جديدة في سبعة بلدان على الأقل، في ظل بروز تناقض في أعداد الوفيات والإصابات بين أرقام منظمة الصحة العالمية، والمسؤولين الرسميين في عدد من دول العالم.
ولم يسجل في المكسيك، التي تعتبر مصدر انتشار المرض، أمس أي وفاة جديدة، بعدما كان عدد الأشخاص الذين يعتقد أنهم توفّوا بسبب هذا الفيروس قد وصل إلى 152 شخصاً. إلا أن الخوف من انتشار المرض دفع السلطات المكسيكية إلى تشديد إجراءاتها، وإلغاء جميع مباريات كرة القدم الوطنية والإقليمية. كذلك اتخذت بلدية مكسيكو أمس قراراً بإغلاق كل المطاعم في العاصمة، على أن يسمح فقط ببيع الأطعمة التي يتم إيصالها الى المنازل.
وعلى الحدود مع المكسيك، تضاعف عدد الإصابات في الولايات المتحدة، بعد تأكيد وجود 64 إصابة غير قاتلة بالمرض، بينها 11 إصابة جديدة في ولاية كاليفورنيا، وواحدة في انديانا.
وفي إسرائيل، تأكد أمس وجود اصابتين بالمرض. وقالت المتحدثة باسم وزارة الصحة الاسرائيلية، ايناف شيمرون، إن المصابين حالتهما ليست حرجة، ومن المتوقع شفاؤهما بالكامل.
وفي نيوزيلندا، أعلن وزير الصحة، طوني ريال، أمس إصابة 11 شخصاً بالمرض، فيما يتم التحقق من 43 حالة. أما في إسبانيا، فجرى تأكيد وجود إصابة ثانية غير قاتلة بالمرض. وفي بريطانيا، بعد الإعلان عن وجود اصابتين، أكد رئيس الوزراء البريطاني، غوردن براون، أمس أن «المريضين أصبحا في صحة جيدة».
وكان لافتاً أمس تحذير البروفسور في جامعة «إمبريال كوليج» في لندن، عضو اللجنة المسؤولة عن التحذير من الأمراض الفتّاكة في منظمة الصحة العالمية، نيل فيرغسون، من احتمال إصابة 40 في المئة من سكان المملكة بالمرض في حال تحوّله إلى وباء.
ورجح فيرغسون احتمال انحسار حالات الإصابة بأنفلونزا الخنازير في غضون أسابيع، لكنه أشار إلى أن المشكلة «ستعود بعد انتهاء فصل الصيف». وقال «لا نعرف بالدقة حجم الوباء الذي سنواجهه في غضون الشهرين المقبلين، لكننا بالتأكيد سنواجه فصلاً وبائياً من أنفلونزا الخنازير في الخريف المقبلوفي السياق، أعلنت الشرطة السويسرية أمس أن صندوقاً توجد فيه عيّنات من فيروس أنفلونزا الخنازير، معبّأة وسط كميات من الثلج الجاف، انفجر في قطار سويسري أثناء قيام خبير فني بنقله إلى المركز السويسري الوطني للأنفلونزا في جنيف. ووفقاً للشرطة، فإن الانفجار أدى إلى إصابة امرأة بجروح، لكنه لا يمثل أي مخاطر بالنسبة للبشر.
وفي أوستراليا، أعلنت السلطات الصحية إجراء فحوص لـ40 شخصاً يشتبه في إصابتهم بالمرض، وأن المسؤولين يبحثون عن 300 آخرين من المحتمل أنهم خالطوا المرضى.
وترافق الإعلان عن الاشتباه بحالات جديدة مع رفع منظمة الصحة العالمية مستوى الإنذار من المرض إلى أربعة على سلّم من ست درجات. وبررت المنظمة قرارها بحالات مؤكدة لانتقال فيروس من أصل حيواني بين البشر، ما يمكن أن يؤدي إلى انتشار وباء، وخصوصاً بعدما أحصت وجود نحو 79 حالة مؤكدة.
أما في ما يتعلق بإنتاج لقاح في حال تدهور الوضع، فقد أشار مسؤولون في المنظمة إلى أن إنتاج لقاح جديد ضد المرض قد يتطلب من أربعة إلى ستة أشهر. وهو ما أكده أيضاً مدير معهد أبحاث الأمراض الفيروسية في الأكاديمية الروسية للعلوم الطبية، ديمتري ليفوف.
بدورها، قالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو»، أمس، إنها تحشد خبراء الصحة الحيوانية العاملين لديها، وترسل بعضهم إلى المكسيك، للتأكد إن كانت السلالة الجديدة من فيروس الأنفلونزا ترتبط بصورة مباشرة بالخنازير. وأشارت إلى أنه «يبدو أن الانتقال يحدث فقط بين البشر». أما المنظمة العالمية لصحة الحيوان، فقالت إنه لا ينبغي تسمية الفيروس باسم «انفلونزا الخنازير»، بل «الانفلونزا الأميركي الشمالي»، استناداً إلى نطاقه الجغرافي.
في المقابل، عمدت الدول الأوروبية إلى تشديد إجراءاتها الوقائية، فأصدرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا تحذيرات من السفر إلى المكسيك. وأوقفت اليابان رمنح المكسيكيين تأشيرات دخول إلى أراضيها، ودعت رعاياها الموجودين في المكسيك إلى أن يفكروا في العودة الى الوطن.
وعربياً، ذكرت مصادر مطّلعة أن الدول العربية ستعقد اجتماعاً في أيار المقبل في السعودية، لبحث سبل مواجهة المرض. وأشارت المصادر إلى تشكيل الجامعة العربية غرفة عمليات تضمّ خبراء عرب متخصّصين في مجال مواجهة الكوارث والأوبئة للتعامل مع احتمالات تفشّي الوباء، في الوقت الذي واصلت فيه الدول العربية تشديد الإجراءات في المطارات لمراقبة الوافدين.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، أ ب)