strong>يشدّد المحللون على أن تأثيرات «أنفلونزا الخنازير» على الاقتصاد العالمي، الذي لم يتعافَ حتى الآن من آخر أزمة ألمّت به، ترتبط بتحوله إلى وباء، لأنه حينها فإن تأثيره سيكون كبيراًأدى خطر تحوّل «أنفلونزا الخنازير» لوباء إلى حالة ارتباك في الأسواق العالمية، وأبقى المستثمرين في وضع الترقّب الحذر، مع عدم قدرتهم على الإقدام على مزيد من المخاطرة. وفيما كان تأثيره الأكبر على شركات الطيران والقطاع السياحي، حتى الآن، فإن الخوف من استمراره انعكس على الأسواق المالية، التي لم تعوّض بعد عن خسائر الفترة الماضية.
وبعد أيام من الإعلان عن الفيروس، انخفضت أسهم شركات الطيران، وتأذّى القطاع السياحي بعد خوف من أن يدفع «أنفلونزا الخنازير» المسافرين للبقاء في منازلهم، مع غياب خريطة واضحة لأماكن وجود المرض.
والتأثير الأكبر كان على الأسواق المالية المضطربة أصلاً، حيث تابع سهم شركة الطيران الأكبر في أوروبا، «إير فرانس ـــــ ك ل م»، انخفاض قيمته الذي بدأ نهار الاثنين، إضافة إلى أسهم الفنادق التي انخفضت بدورها. ومع تقلّص الاقتصاد العالمي، حتى قبل الإعلان عن الفيروس، من الممكن أن يزيد هذا الوباء المشاكل مع تقلّص حجم التجارة العالمية، ومن خلال خفض حجم الاستثمارات، ما من شأنه أن يقضي، بحسب الخبراء، على أي بصيص أمل بالنهوض بعد الأزمة.
ويرى الاقتصادي شيرمان شان «أنه من المؤكد أن هذا الوباء سيزيد من تفاقم فترة الركود»، مضيفاً: «الأسبوعان المقبلان سيكونان حاسمان. وإذا استمرت هذه الحالة فسيصبح تهديداً خطيراً يعرقل تعافي الاقتصاد».
في المقابل، أعلن الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس «أنه من المبكر تحديد ما إذا كان هناك تأثير اقتصادي. ولكنّ وزارة الخزانة والوكالات الفدرالية تراقب الوضع عن كثب وتدرسه». وأضاف «مع ذلك، فإن معظم الخبراء لا يرون أن أنفلونزا الخنازير يمكنها وحدها أن تلغي عدداً من الوظائف أو أن تؤدي إلى تأزّم الاقتصاد».
ورغم هذا التطمين، لم تسلم الأسواق العالمية من التراجع بحدة، وخصوصاً في اليابان وبريطانيا وكوريا الجنوبية وألمانيا، متخوّفة من أن يؤدي هذا الوباء إلى المزيد من التأزّم على الصعيد الاقتصادي؛ فالأزمة المالية رفعت مستوى الحذر عند المستثمرين، وخفضت مستوى المخاطرة في الاستثمارات، حيث لم يعد يتحمّل هؤلاء المزيد من الخسائر.
وعدم الارتياح، الذي انعكس على البورصات العالمية، لم تسلم منه الشركات التي منعت موظفيها من السفر إلى المكسيك حتى لدواعي العمل، وامتد أيضاً إلى عدد من الدول والمدن، أهمها لوس أنجلس، وكوبا وفنزويلا.
وأهم ما تخشاه الشركات هو عدم معرفتها إلى أي مدى يمكن أن يتطور هذا المرض، الذي لم تعرف بعد أماكن انتشاره، وبالتالي لم يتم احتواؤه، ما يجعل كل التجارة العالمية بين الدول مهددة. وفي السياق، قام عدد من الشركات بوضع خطط احترازية في حال عدم قدرة الموظفين على الوصول إلى أماكن عملهم.
(أ ب)